[email protected]
الحياة التي تتساقط من بين أيدينا دائما في صورة لحظات , لاتكاد يتوقف نزفها , تأبى أن توقف عقارب ساعاتها أمام مشكلاتنا أو آلامنا أو أزماتنا ..
إنها بحلوها ومرها حياتنا التي تنقضي أبدا ولا تتوقف لشىء مهما كان , ولا ترجع للوراء أبدا لموقف مهما كان !!
إنها أيامنا المنقضية وأعمارنا الفائتة التي كتبت في سجلات حساباتنا شئنا او أبينا , والتي سنلقى جزاء ما تهاونا فيها وجزاء ما أخطأنا ..
إن معادلة الحياة مع الجزاء معادلة في منتهى العدل , لكنها أيضا خادعة لكل المسوفين في أعمارهم المهملين في الحقوق التي عليهم .
فعقارب الوقت تدور على أية حال , والجزاء يحسب على اية حال , والاختيار كائن لكل إنسان , أن يختار الطهارة والصدق والقيمة , أو أن يختار التلوث والتلون والتخلي عن المبادىء !!
انه الاختيار الحر لكل إنسان منا تجاه ما هو بصدده في عمره كله , باستطاعته أن يلونه بألوان بيضاء زاهية نقية أو أن يسوده بألوان الكدر..
إن اللحظة الفائتة قد مرت بكل مافيها من خسارة, واللحظة الآتية دوما تعطينا الأمل في تصحيح الأوضاع , ووضع اللون المناسب واختيار العمل المناسب .
منهاجنا يتعالى في منطقه وتطبيقه على مناهج العالم كله في استثمار اللحظة , فلا لحظة فيما فات لا يمكن تداركها , ولا لحظة فيما هو قادم لا يمكن تقويمها .
إنه يعلمنا أننا يمكننا أن نمحو الأخطاء السابقات بالصالحات القادمات , ويعلمنا أن نبني عالما رائعا في لحظاتنا القادمة إن نحن جعلنا أمامنا العزم الكامل في تعديل المستقبل القادم .
نبدؤه بندم على الفائتات , وتوبة للرب الرحيم , وطموح وأمل جديد نحو إصلاح الذات والحياة بالصلاح والتقى ...