حل المشكلات .. نصائح تطبيقية مختصرة
7 شعبان 1431
وائل عبد الغني

الحياة مليئة بالمشكلات وكثيرا ما يتعرض الناس للمشكلات في دورتهم اليومية , وحياة بلا مشاكل تكاد أن تكون حياة غير مقدورة بل يمكننا أن نقول أنها حياة بلا طعم فالمشاكل تولد المعاناة وهي بدورها تولد التحدي والإرادة التي تنمي في المرء القدرة على الصراع والنجاح .

 

ولكن في أحيان كثيرة يفقد الناس بوصلتهم الفكرية والعملية في حل المشكلات , وقدتزيد تدخلاتهم لحل المشكلات من اتساع المشكلة وبالتالي يفشلون في حلها , وخلال هذه الومضة نقدم بعض النصائح الموجزة فيما يتعلق بالمشكلات الحياتية وحلها :

 

1- فالإحاطة بالمشكلة من جميع جوانبها مطلب أولي وهام قبل مواجهتها ,  ونعني بالإحاطة ههنا معرفة مقدمات المشكلة وأسبابها وأهم ظواهرها وماأهم العوامل التي يمكن أن تكون قد أثرت فيها سواء كانت خفية أو ظاهرة .

 

2- كذلك عدم الاستغراق داخلها , بحيث يدخل المعالج لها فيتأثر بها ويبقى في قمقمها , فالخروج خارج المشكلة مهم سواء على المستوى الزماني أو المكاني أو النفسي , وفكرة الخروج خارج إطار المشكلة دائما تولد الحلول الإبداعية لدى المعالج وتجعله يتجاوز المشكلة زمانا ومكانا وحالا .

 

3- المزاوجة بين مفردات المشكلة وبين عمقها , فهو يحتاج تفاصيلها مع حاجته بأثرها الخارجي , لكي لا ينحصر داخل المشكلة ولا تصبح معالجته لها سطحية من الخارج فحسب .

 

4- ومواجهة المشكلة هي الخطوة الأولى دائما في حلها وقد بث الله سبحانه في المخلوقات جميعا محاولة التغلب على ما يواجههم من مشكلات أو أزمات , والتغافل عن المشاكل أو أهمالها يفاقمها ويعظمها ويزيد من آثارها السلبية .

 

5- هناك أيضا قضية عقدية يجب أن تتأصل لدى القائمين بمحاولات الحل وتتمثل في الاستعانة بالله سبحانه , واليقين بأن دفع البلاء بالدعاء أمر ممكن وأن الإخلاص في اللجوء إلى الله سبحانه ييسر كل عسير , فهو فهم مهم لدى المؤمن لاغيره

 

6- اما فيما يخص علاج المشكلة فلا يشترط في علاج المشكلة إنهاؤها تماما , لكن أحيانا يكون تثبيت المشكلة وتجميدها هو ما يمكن الوصول إليه وأحيانا يكون المقدور الإبقاء على شىء يسير مع الصبر والرضا وفيه حديث النبي صلى الله عليه وسلم " عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير "

 

7- كذلك فالمشورة هامة للغاية , ومناقشة أهل الرأي والخبرة فيما يتعلق بالمشكلة سواء كان في شقها الفقهي الشرعي أو السنني الكوني أو في قضية الخبرة الحياتية أو فيما يخص القيم المجتمعية أو من خلال الحلول العلمية سواء استنتاجية أو تراكمية .

 

8- كذلك استلهام مواقف الصالحين فيما شابه من مشكلات سواء كان ذلك من النص الشرعي أو من السير والتاريخ , ويتعلق بذلك أيضا رؤيتهم وحكمهم في أمثالها من مشكلات .

 

9- وتبقى أهمية كبرى للثقة بالنفس عند الساعين في حل المشكلة والمعالجين لها في القدرة على حل المشكلة والقدرة على مواجهتها فالثقة النفسية تولد دافعية تمكن من الاستمرار والصبر والبذل .

 

10- وعادة لكل مشكلة جانب مشرق وكل تحد له جانب يمكن استشرافه من الحكمة او الخبرة أو الدروس أو العبر النافعة فيها , والإنسان الخلي يفرق عن الشجي دائما ... وفارق كبير بين الثكلى والمستأجرة .

 

11- عدم التأثر بتثبيط المثبطين أو تعويق المعوقين أو الراغبين في إبقاء المشكلة كما هي لمنافع قد تحصل لهم أو مضار يتوقعونها عند حلها .

 

12- يجب أن يعلم أصحاب المشكلة طبيعة الحياة وأن التأمل في حياة الناس سواء كبيرهم وصغيرهم يعلم بوجود المشكلات دوما فيها , وإنما جعل العظماء عظماء لأنهم استطاعوا التغلب على قدر أكبر من مشكلاتهم واستخدامها في إبداعاتهم بصورة إيجابية .

 

13- يجب أن يحرص أطراف المشكلات دائما أن يكون حل المشكلات مع مراعاة سلامة النفس والدين والعرض , حتى وإن ضحى صاحبها ببعض التضحيات الشخصية  كالمال والجاه .

 

14- يجب أن يجعل أطراف المشكلة استخدام القوة هي الحل ما بعد الأخير , فحسن التدبير في حلها يقتضي عدم الاضطرار إلى فقدان أية خسارة أيا كانت , ويجب أن يبقى هذا المفهوم في ذهن الأطراف , فالتدبير الحسن هو أصل الحلول بالعموم .