يوميات صائم ..أنموذج رحمة
2 رمضان 1431
د. خالد رُوشه

تلك يوميات نقدمها من القلب إلى القلب .

ربما تكون يوميات نفس ترنو للتوبة والأوبة وربما كانت ترنو إلى لحظة صدق تصف فيها ما يحدث بداخلها وربما كانت يوميات توصيف لما يحدث حولها من وجهة نظر مخلصة شفافة
إنها أيضا بوح حزين لأحوال مؤلمة في بعض الأحيان , قد تمر علينا بينما ندور دورة الحياة الشائكة . بين مواقف عابرة تأبى إلا أن تترك آثارا وجروحا غائرة في عمق النفس , وبين رؤى للتغيرات المحيطة تأبى إلا أن تنطلق في صورة حروف وكلمات حرة

 

إن رمضان نموذج تعبيري واقعي عن مدى تلك الرحمة المتاحة لنا – نحن المدعوكين في حمأة الصراعات الزائلة – بينما نحن نهملها ونعرض عنها .
 إنها نداءات دائمة مستمرة من صاحب الكمال المطلق لخلقه المتصفين بكل معاني الفقر إليه , باللجوء إليه – وهو الكريم سبحانه – الذي يدعو عباده " من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون "
ونداءات دائمة من صاحب القدرة المطلقة سبحانه للمتصفين بالضعف في كل حال أن يعودوا إليه , فيقويهم ويمدهم من عنده بالمدد الرباني العزيز وبالقدرة التي لا تدانيها قدرة " أليس الله بكاف عبده " ؟

 

يغلق لنا كل واد إلا واد واحد كريم يسألنا آن نلجه وندخله , " إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنان وغلقت أبواب النيران وصفدت الشياطين " .." وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون "
ورحمته سبحانه المتاحة لنا لا حدود لها , فمن عاد إليه قبله , ومن تاب إليه رضي عنه , ومن استغفره , غفر له , ومن استحى من ذنبه ستره , ومن بكى على خطيئته لم يعذبه , ومن وفي عهده فهو أصدق المعاهدين " ومن أوفي بعهده من الله " ؟
إن ثمة رحمة تعلونا جميعا نحن الذين نرفع كلمة التوحيد , فتجعلنا نتحمل مصاباتنا , ونثبت على مبادئنا , ونظل نرفع نداء الحق في كل مكان , فندعو إلى عبادته واتباع رسوله , والسير على نهجه .
 إنها رحمة تقوينا مهما ضعفنا , وتصبرنا مهما جرحنا ,ترغبنا فيما عنده سبحانه للمحبين , وتنصحنا بما في منتهى السبيل القويم , تقيم عودنا بعد اعوجاجه , و تجبر كسرنا فنعود من جديد