يوميات صائم ...فله مثل أجره
5 رمضان 1431
د. خالد رُوشه

رحمة بالغة , تعم الكون كله , تحوي السماوات والأرضين ومن فيهما , وفضل عميم , ذاك الفضل المحيط بالمؤمنين , فمهما عمل المؤمن من طاعة فهي تتضاعف , فضلا وأجرا , ومهما نوى صالحا فهو يثاب , ومهما عزم حسنا فهو يقرب ويعان .

فضائل ورحمات تبلغ المدى , حتى لا تؤثر فيها الدنيا وما عليها بمجرد أن ينوي المؤمن العمل الصالح , فلا معوقات مهما كبرت تعوق الأجر والثواب , ولا موانع مهما عظمت تمنع الفضل والرحمة .

ويوم يعجر المؤمن عن بلوغ عمله بسبب طارىء , كمرض أو سفر , كتب له ما كان يعمل صحيحا سليما معافى , يقول صلى الله عليه وسلم : " إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمل مقيما صحيحا "

 

 

ويوم يؤخر المصلي الدائم على صلاته عذر قاهر تكتب له صلاته :" يقول صلى الله عليه وسلم :" من توضأ ثم راح فوجد الناس قد صلوا أعطاه الله مثل أجر من صلاها وحضرها لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا " رواه أحمد وأبو داود والنسائي ، حتى إن الأجر ليلحق بأعلى المراتب وأكبر المقامات ففي الحديث الثابت قوله صلى الله عليه وسلم: " من سأل الله الشهادة صادقا أعطيها ولو لم تصبه " أخرجه مسلم , ومن حديث سهل بن حنيف :  " من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه "

 

 

إنها الصفات الربانية العلى , والأسماء الربانية الحسنى , يتجلى أثرها بين الرب وبين عباده , فيغمرهم بالرحمات , وينعم عليهم بالمكرمات , حتى إن الداعي ليدعو إلى عمل صالح فيتبعه الناس , فيكون له مثل أجر من تبعه , إذ هو صاحب الشرارة الأولى والنصيحة الدافعة والفعل المقتدى , يقول صلى الله عليه وسلم :" من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل إثم من تبعه لا ينقص من آثامهم شيئا " ومن حديث أبي مسعود الأنصاري : من دل على خير فله مثل أجر فاعله >

 

 

ويبدو الفضل في رمضان , أجرا ومغنما , وتظهر آثار النعمة العميمة , في العبادة الصادقة , فيدعو الإسلام إلى مشاركة الصائمين الفقراء , والشعور بمشاعرهم , والتألم بآلامهم , وحمل همومهم , فيفطر الصائمين , ويعطي المحرومين , وعندها يكون له مثل أجره , حيث وضع نفسه موضعه وشعر بشعوره وماثل موقفه وزاد عليه أن أقدم على دعمه وعطائه , يقول صلى الله عليه وسلم:"  من فطر صائما كان له مثل أجره ، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا " رواه النسائي وابن ماجه