
قام أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح بوساطة بين الإمارات وسلطنة عمان، على خلفية كشف مسقط لشبكة تجسس إماراتية تعمل في الأراضي العمانية.
وقالت وكالة الأنباء العمانية: إن السلطان قابوس استقبل مساء الخميس بحصن الشموخ بسلطنة عمان أمير الكويت والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات حاكم دبي والفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لدولة الإمارات.
وذكرت مصادر صحفية كويتية أن صباح الأحمد توجه إلى أبو ظبي أولا ليلتقي رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ثم غادر إلى سلطنة عمان للتباحث مع السلطان قابوس، وعاد إلى أبو ظبي مجددا.
وتهدف هذه الوساطة إلى احتواء الأزمة بين البلدين بعد أنباء عن ضبط السلطنة شبكة تجسس "اتهمت فيها مسقط أبوظبي بأنها تقف وراءها".
وأشارت صحيفة القبس الكويتية إلى أن أمير الكويت "يتحرك لاحتواء الأزمة وتداعياتها، خصوصا في ظل الظروف الحرجة والدقيقة والخطرة التي تمر بها المنطقة العربية".
وتأتي هذه الوساطة الكويتية بعد يوم واحد من زيارة وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي إلى الكويت، نقل فيها للقيادة السياسية أبعاد الأزمة مع الإمارات وتأثيرها في مسيرة مجلس التعاون.
من جهته, أوضح سيف بن هاشل المسكري الأمين العام المساعد الأسبق للشؤون السياسية لمجلس التعاون الخليجي أن قراءته للاجتماع العماني الكويتي الإماراتي أنه يأتي نتيجة جهود مقدرة قام بها أمير الكويت، فاستطاع كما يبدو أن يذيب الجليد بين السلطنة والإمارات كبلدين شقيقين.
ووصف المسكري اللقاء بأنه خطوة هامة نحو تصحيح العلاقة بين بلدين شقيقين تربطهما علاقات تاريخية قوية وأنها يمكن أن تكون إعادة للمياه لمجاريها، متمنيا اتخاذ المزيد من الخطوات العملية في اتجاه إزالة كل ما قد يعكر صفو العلاقات بين الشعبين.
وكانت مسقط أعلنت نهاية يناير الماضي عن كشف شبكة تجسس إماراتية رصدت منذ نحو خمسة أشهر.
وأشارت المصادر العمانية حينذاك إلى أن تلك الشبكة كانت تستهدف رصد مناطق عسكرية وحكومية، وهو ما نفته الإمارات "جملة وتفصيلا".
ويشير مراقبون إلى أن بعض العمانيين يتهمون الإمارات بشكل غير رسمي بالوقوف وراء أحداث صحار الأخيرة التي شهدت احتجاجات عارمة تطالب بإصلاح النظام السياسي وتحسين ظروف المعيشة.