أنت هنا

29 ربيع الأول 1432
المسلم- خاص- وكالات

جددت هيئة علماء المسلمين تحذيرها الشديد لقوات الجيش والشرطة الحكومية التابعة لنوري المالكي من المساس بالمتظاهرين الذين خرجوا في عموم العراق للمطالبة بحقوقهم المشروعة في تغيير النظام الحالي والقضاء على الظلم والفساد والبطالة وتوفير الخدمات الاساسية وإطلاق سراح المعتقلين .

 

وقالت الهيئة في بيان لها وصل موقع المسلم نسخة اليوم الجمعة " في الوقت الذين ندين فيه كبت الحكومة الحالية للشعب، وإجراءاتها الظالمة للحيلولة بين المواطنين وبين ممارسة حقهم الطبيعي في التظاهرات السلمية، والمطالبة بحقوقهم المشروعة، فإننا نؤكد أن ذلك لن يهدئ من روع الشعب، بل سيزيده صلابة وحماسة، لأن الضغط المتواصل من شأنه توليد الانفجار وليس إصلاح الأمور" .. مطالبة الحكومة الحالية بتفهم ظروف الشعب والاستجابة لطلباته، بدلا من هذا الأسلوب الهمجي في التعامل معه .

 

وأوضحت الهيئة في بيانها أن القوات الحكومية أقدمت اليوم على قمع المتظاهرين بنفس الأساليب الوحشية التي انتهجتها ضد المشاركين في التظاهرات التي شهدتها الجمعة السابقة، حيث فرضت حظر التجوال في جميع أنحاء العراق، كما منعت الناس في العديد من المدن من مغادرة بيوتهم لأداء صلاة الجمعة، وأغلقت الجسور التي توصل بين أطراف المدينة الواحدة، بوضع الخراسانات الكونكريتية، لاسيما في العاصمة بغداد التي تكرر فيها المشهد أكثر من مرة.

 

وتظاهر آلاف العراقيين فى العاصمة بغداد ومدن أخرى مثل الموصل والناصرية ليوم الجمعة الثانى على التوالي، مطالبين بإصلاحات ومنددين بالفساد وسوء الخدمات وعدم كفاءة المسئولين.

 

ورغم فرض حظر التجول على السيارات والدراجات والإجراءات الأمنية المشددة، تجمع حوالى ألفى شخص فى ساحة التحرير فى وسط بغداد تلبية لدعوة أطلقتها مجموعات من الشبان عبر موقع الفيسبوك على غرار ما يحدث فى الانتفاضات التى تشهدها بعض دول العالم العربى.

 

ورفع بعضهم أعلاما عراقية فيما هتف آخرون "كذاب كذاب نورى المالكى" و"نفط الشعب للشعب مو للحرامية" و"سلمية سلمية" فى إشارة إلى طبيعة التظاهرة، كما حمل بعضهم لافتات كتب على أحدها "أين ذهبت أموال الشعب"؟

 

وحمل أنصار موقع "جياع" على الفيسبوك نعشا ملفوفا بعلم عراقي. وقال شمخي جبر أحد مسؤولي الموقع إن "التابوت يمثل الشهداء الذين سقطوا في التظاهرة السابقة. نريد تسليط الضوء على القوة المفرطة التي استخدمتها القوات الأمنية وإدانتها".

 

كما طالبت جماعة موقع "بلا صمت" على الفيسبوك كذلك بالإصلاح ونددت ب "مجلس محافظة بغداد الباطل" والسرقة والرشوات".

وفرضت السلطات حظرا للتجول اعتبارا من منتصف ليل الخميس الجمعة فى بغداد فى إطار إجراءات أمنية مشددة فى عموم المدينة مثل إغلاق جسرى السنك والجمهورية.

 

وهذه هي المرة الثانية التي تجري فيها مثل هذه المظاهرات في ساحة التحرير التي يتوسطها تمثال الحرية الشهير في البلاد الذي صممه الفنان العراقي الراحل جواد سليم.

 

وفي البصرة في جنوب العراق تجمع مئات من المتظاهرين بالقرب من مبنى المحافظة وسط المدينة مطالبين بتحسين الخدمات ومعالجة البطالة والقضاء على الفساد، لكن القوات الحكومية تدخلت لفض المظاهرة.

 

وأفادت الأنباء أن صحفيين تعرضوا للضرب على أيدي قوات مكافحة الشغب وأصيب ثلاثة منهم بجروح.

 

وشهدت مدن أخرى مثل النجف والناصرية والرمادي والحلة والديوانية مظاهرات مشابهة، وقد ترددت أنباء عن سقوط قتلى وجرحى بين المتظاهرين على يد قوات الأمن.

 

يذكر أن يوم الجمعة الماضي شهد تظاهرات في مدن العراق تطالب بتحسين الخدمات ومعالجة البطالة ومحاربة الفساد، تخلل بعضها أعمال عنف مما أدى إلى مقتل نحو 16 وإصابة عشرات آخرين.