
أطلق متظاهرون نصارى في مصر أعيرة نارية في الهواء لتعطيل حركة المرور ومنع المارة من عبور الطريق في ميدان عبد المنعم رياض الحيوي بالقاهرة، خلال اعتصامهم أمام مبني الإذاعة والتليفزيون احتجاجا على تعرض كنيسة بحلوان للحرق. وتسببت الاحتجاجات بتلك الطريقة في أزمة مرورية في كل الشوارع المحيطة والمتفرعة من الميدان، حيث قام المتظاهرون الذين بلغ عددهم نحو ألف متظاهر بوضع سياراتهم في منتصف الطريق ورفضوا عبور السيارات، وقام البعض الآخر بالنوم علي الأرض لإغلاق الشارع أمام السيارات. ونشبت بعض المشادات بين المتظاهرين النصارى وبعض الأهالي الذين حاولوا عبور الطريق، مؤكدين لهم أنه لا يوجد طريق أخر للسير فيه للعودة إلي منازلهم غير هذا الطريق. وذكرت صحيفة "الأهرام" القومية أن رجال القوات المسلحة وأجهزة الأمن ورجال المرور اختفوا تماما من منطقة عبد المنعم رياض، مضيفة أن بعض الحوادث كادت أن تحدث عقب قيام بعض السيارات مجبرة بالسير عكس الاتجاه.
وذكرت الصحيفة أن المتظاهرين قبل إطلاق النار، قطعوا "مطلع" كوبري أكتوبر بميدان عبد المنعم رياض، الأمر الذي أدي إلي اشتباك عدد من المواطنين قائدي السيارات مع المتظاهرين، الذين أصروا علي غلق الطريق وتعطيل حركة المرور. وقد أدي غلق الكوبري، إلي شلل تام بالحركة المرورية بالكامل بشارع الجلاء، وميدان عبد المنعم رياض. وكانت مظاهرات قد بدأت الأحد الماضي احتجاجا على إحراق كنيسة في حلوان على مشارف القاهرة، بعد أن نشبت مشادة بين مسلمين ونصارى بسبب علاقة بين شاب نصراني وفتاة مسلمة. وقال شهود إن مصدرا أمنيا أكد أن إشعال النار في الكنيسة يوم السبت وقع بعد هذا الاشتباك الذي أسفر عن مقتل مسلمين اثنين. وكان المشير حسين طنطاوي قائد القوات المسلحة قد أكد أن الجيش سيعيد بناء الكنيسة قبل عطلة 7 يناير التي توافق "عيد القيامة" عند الأقباط. وتبلغ نسبة النصارى في مصر نحو 4.5 % بحسب بعض التقديرات، من إجمالي نحو 85 مليون نسمة.
وشهدت مصر العام الماضي حوادث طائفية كثيرة أبرزها حالات احتجاز مسلمات أسلمن من بين النصارى في الأديرة دون أي سند قانوني ما فجر مظاهرات عمت أرجاء البلاد احتجاجا على اختراق الكنيسة للقانون، وازدياد حالات التمييز الديني ضد المسلمين، لكن الاحتجاجات الحاشدة التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك يوم 11 فبراير أسهمت في تقليل المشاحنات بين المسلمين والنصارى خاصة مع تكشف بعض الوثائق التي أشارت إلى تورط مسؤولين أمنيين في النظام السابق في إشعال الفتنة بين المسلمين والنصارى.