
قال رئيس المجلس الوطني الليبي مصطفى عبد الجليل إنه لا يستبعد التنازل عن ملاحقة الزعيم الليبي معمر القذافي جنائيا إذا تنحى عن الحكم. يأتي ذلك فيما قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن حلف شمال الأطلسي (الناتو) يدرس خيارات التدخل العسكري في ليبيا.
ونقلت قناة الجزيرة الفضائية عن عبد الجليل قوله إنه من الممكن أن يتم التنازل عن محاكمة القذافي على جرائمه بحق الشعب الليبي إذا وافق على التنحي عن الحكم.
وقال عبد الجليل في تصريحات لقناة "العربية" الفضائية الثلاثاء إن على القذافي التنحي لأنه لم يعهد له مكان في ليبيا. وأضاف أنه لم تكن هناك أي مفاوضات مباشرة مع القذافي.
وكانت القناة نقلت عن متحدث باسم المجلس الانتقالي أن ممثلاً للعقيد القذافي طلب بحث اتفاق يقضي بتنحيه. لكن السلطات الليبية التي يقودها القذافي نفت اتصالها بالمعارضة.
وتشهد ليبيا منذ 17 فبراير ثورة شعبية تحولت إلى عنف دموي بسبب استهداف قوات الأمن للمتظاهرين بأبشع السبل حتى استخدام الطائرات الحربية في قصف المدنيين، ما أسفر عن سقوط مئات المدنيين.
ويطالب الثوار برحيل نظام القذافي ويرفعون علم البلاد في عهد الملكية الذي سبق نظام القذافي. وبات الثوار يسيطرون على المناطق الشرقية للبلاد ويحاولون التقدم نحو العاصمة لتحقيق المزيد من المكاسب.
في الوقت ذاته، أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة تدرس إمكانية تسليح المعارضين الليبيين في مواجهة نظام القذافي. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض الليلة الماضية: "فيما يتعلق بقضية التسليح، يأتي توفير السلاح في إطار عدد من الخيارات التي تخضع للبحث".
وقال كارني إن الحكومة الأمريكية تتواصل مع المعارضة في ليبيا لضمان التزامها ببناء حكومة ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان، وإنهم "يؤمنون كما نؤمن نحن بما يريده الشعب الليبي". غير أنه أشار إلى عدم وجود حاجة لاستباق الأحداث فيما يتعلق بالخيارات المطروحة.
لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بي جيه كراولي قال إن إرسال أسلحة إلى الثوار في الفترة الحالية "ليس خيارا قانونيا" لأن قرار مجلس الأمن الدولي الصادر في 27 فبراير الماضي تضمن حظرا على تصدير الأسلحة إلى كل الفرقاء في ليبيا.
وأضاف "بحسب فهمي فإن مجلس الأمن فرض حظرا للأسلحة على ليبيا. إنه ليس (مفروضا) على حكومة ليبيا، إنه (مفروضا) على ليبيا".
ومن جهته، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن حلف شمال الأطلسي "ناتو" يدرس طائفة واسعة من الخيارات بينها الخيار العسكري للتعامل مع الأزمة القائمة في ليبيا.