أنت هنا

4 ربيع الثاني 1432
المسلم/صحف/وكالات

 ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن اللجوء إلى خيار التدخل العسكري في ليبيا للإسراع بإسقاط نظام العقيد معمر القذافي يثير خلافات في العاصمة الأمريكية واشنطن بين البيت الأبيض والجمهوريين.

 

وأوضحت الصحيفة أن هذه الخلافات تأتي بعد مرور 3 أسابيع على اندلاع احتجاجات واضطرابات في ليبيا قد تتحول إلى حرب أهلية، يخشى من أن تستمر لفترة طويلة.

 

وأشارت إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما -خلال ظهوره مع رئيس الوزراء الأسترالي أمس الاثنين- حاول أن يزيد من الضغوط الواقعة على العقيد القذافي بحديثه عن "مجموعة من الخيارات المحتملة تتضمن الخيار العسكري"، وذلك رغم ما أوضحته بعض المقابلات مع مسؤولين عسكريين ومسؤولين آخرين بالإدارة الأمريكية من مخاطر بعضها تكتيكي والآخر سياسي قد تنتج عن التدخل الأمريكي المحتمل في ليبيا.

 

ونقلت الصحيفة عن مساعد رفيع المستوى للرئيس الأمريكي قوله إن أوباما قلق بشأن بعض الاعتبارات منها الدور الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط بعد الإطاحة بعدد من القادة هناك من بينهم صدام حسين، كما أن بعض منتقدي الولايات المتحدة في المنطقة وكذلك بعض القادة يدعون أن مؤامرة غربية أشعلت فتيل الاحتجاجات المندلعة في دول المنطقة.

 

وأشارت إلى أنه على الجانب الآخر، يقود السيناتور جون ماكين -المرشح الجمهوري لمنصب رئيس الجمهورية عام 2008 - حملة تؤيد التدخل العسكري في ليبيا، حيث يرى مؤيدو هذا الاتجاه أن طلب قادة الثوار لمساعدات عسكرية هو مبرر رئيسي لفرض الحظر الجوي هناك، كما يشيرون إلى أن مخاطر الانتظار ستكون أكبر بكثير من مخاطر اتخاذ قرار سريع بالتدخل العسكري.

 

من جهة أخرى, أعلن الدكتور أكمل الدين أحسان أغولو، الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامى، أن المنظمة تضم صوتها إلى صوت من طالبوا بفرض حظر جوي على ليبيا بغية حماية المدنيين من غارات الطائرات عليهم، مطالبا مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته في هذا الصدد.

 

جاء ذلك فى كلمته أمام اجتماع المندوبين الدائمين بالمنظمة بشأن الأوضاع في ليبيا الذى عقد بمقر المنظمة بجدة. لكن أوغلو شدد على رفض المنظمة أي تدخل عسكري خارجي في ليبيا، لافتا النظر في الوقت نفسه إلى أن السلطات الليبية لا تزال ممعنة في ممارساتها الخطيرة، غير عابئة بما يطلبه منها المجتمع الدولي، وما يفرضه عليها انتسابُها إلى المنظمة التي تؤكد قيمها المسطّرة في الميثاق، الذي وقعته ليبيا، وصادقت عليه، وبرنامج العمل العشري، على احترام حقوق الإنسان، والحكم الرشيد وسيادة القانون.

 

وحذر أوغلو من وطأة استمرار القتال في ليبيا، وبدء نذر الحرب الأهلية بكل ما تحمله هذه الحرب من انعكاسات سلبية خطيرة على الأمة الإسلامية واستقرارها وعلى الدول المجاورة، وما قد يتبعها من آثار اقتصادية ضارة خصوصا على مستوى إنتاج النفط، وارتفاع أسعاره.

 

وكشف الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي بأنه تلقى عدة طلبات تدعوه إلى بذل جهود سريعة بهدف وقف سفك الدماء، وتجنيب المنطقة الانعكاسات السلبية التي قد تهدد الأمن المحلي والدولي.

 

وأشار إلى الأزمة الإنسانية الحالية داخل ليبيا لاسيما في المناطق الشرقية والغربية، حيث لم يسمح للمنظمات الإنسانية الدولية بدخول هذه المناطق، الأمر الذي اعتبره انتهاكا للقانون الدولي الإنساني.