
حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي من ركوب موجة الفتن والانصياع لدعاة المظاهرات الغوغائية, مشددا على أن المملكة لها خصوصيتها وتختلف كليا عن البلدان الأخرى كونها بلد التوحيد.
وقال فضيلته في خطبة الجمعة أمس: بعض الناس ممن لم يقدر النعم حق قدرها وممن تأثر بما يرى ويسمع من المؤثرات الضارة ممن أغمض عينيه عن الحقائق وصم أذنيه ولم يتفكر في عواقب الأمور، هؤلاء وهم قلة في عدد المجتمع، انفردوا بآراء ضارة، ويريدون أن تتغير البلاد ومن عليها، ويسعون لفتح أبواب من الفتن تهلك الحرث والنسل، وتجلب الكوارث على البلاد والعباد، وتحرق الأخضر واليابس، فحرض دعاة فتنة صماء بكماء عمياء حرضوا على ثورة على "لا إله إلا الله، محمد رسول الله" والخروج على دولة الحرمين الشريفين.
وأضاف: المظاهرات الغوغائية لا محل لها في بلادنا بلاد التوحيد، لأن الشريعة الإسلامية هي المهيمنة على البلاد وهناك فرق بين من يدعو إلى التوحيد ومن يدعو إلى غيره، وبينما من يشفق على شعبه ويحب لهم الخير ويقدم لهم ما ينفعهم، وبين من يقتل شعبه، وما وقع في البلاد التي غيرت حكامها ونظم الحكم فيها أمر يخصهم في تلك البلاد وهم أعلم بما يصلحهم والأسباب في تلك البلاد لا تخفى على الناس، وتلك الأسباب منعدمة في بلادنا ولله الحمد، ومن أعظم الأسباب لتلك الثورات انعدام التعامل بتعاليم الإسلام في العلاقة بين الحاكم والمحكومين، والقوانين الجاهلية تفسد ولا تصلح وشريعة الله هي التي تصلح كل شيء، وهل يغني أكل الطين عن الخبز والغذاء؟!، ولما لم يتعامل الناس في علاقاتهم بتعاليم الإسلام عاملهم الله بالقدر، فالاختلاف مقدر من الله، فلا تقيسوا بلادكم بغيرها.
وتابع: إن الأمن من أكبر النعم التي امتن الله بها على عباده مستشهدا بقول الله تعالى :" أو لم نمكن لهم حرما آمنا، يجبى إليه ثمرات كل شيء، رزقا من لدنا "، " الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف "، قائلا : فالأمن من كيان الإسلام ومن شعائر الدين التي لا تظهر إلا في ظله، وبالأمن تأمن الطرق وتزدهر الحياة، ويطيب العيش، وتحقن الدماء، وتحفظ الأموال، وتتسع الأرزاق، وتفشو التجارات، وتتبادل المنافع، ويكف شر المفسدين، ويأمن الناس على الحرمات، والحقوق، ويؤخذ على يد الظالمين والمخربين، وضد ذلك تنزل بالمجتمع الكوارث، مع ضعف الأمن وانعدامه، ولعظم أهمية الأمن قال النبي صلى الله عليه وسلم :" من أصبح معافى في بدنه، آمنا في سربه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ".
كما حذر إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط المسلمين من أسباب الفرقة والفتنة التي تدعو الى الاعتصامات والمظاهرات التي تروج لها بعض وسائل الاعلام وقنوات الاتصال مما تسبب التنازع والتناحر الذي يريده الشيطان في أمة الاسلام.
وقال في خطبة الجمعة يوم امس بالمسجد الحرام :ان ديدن المسلم الواعي كمال الحذر من كيد العدو وأخذ الأهبة لاتقاء خطره حتى وان تفاوت هذا الخطر بحسب قوة العدو وعلى قدر تمكنه من وسائل الاثخان وايصال الأذى اليه.
وأضاف: إن من استشعر مسئوليته العظمى عن صيانة الدين وسلامة الوطن ووحدة الأمة بان من أوتي الحكمة ورزق حظا وافرا من ذكاء الحس وكمال الوعي وسداد الرأي فنظر في العواقب واتقى الفتن ووازن بين المصالح المتوهمة والمفاسد المحققة القطعية لن يكون أبدا الا مجانبا لهذا الفكر رافضا هذا الفكر معرضا عن هذا الطرح سباقا الى الدعوة الى إتلاف القلوب واجتماعها ونبض أسباب الفرقة والحذر من كل سبيل يفضي اليها أو يعين عليها باذلا وسعه في البيان مستشرقا وقته في النصح صارفا همه الى التحذير في تضافر الجهود وجهد كل الحكماء العقلاء ما يسدد به الله الخطى ويبارك به السعي وتطفىء به الفتنة.
ودعا إمام وخطيب المسجد الحرام الى تقوى الله عز وجل والاعتصام بحبل الله جميعا والحفاظ على أسباب الوحدة مشيرا الى ان ذلك يصل الى الخير والى ما يرجوه من رضوان رب العالمين الرحمن الرحيم ودحر العدو الشيطان ورد كيده وهزيمة جنده.