أنت هنا

9 ربيع الثاني 1432
المسلم/وكالات

أعلنت السلطات اليابانية ، حالة الطوارئ في محطة ثانية للطاقة النووية بمنطقة "أوناغاوا"، بعد رصد مستويات عالية من التسرب الإشعاعي، في الوقت الذي ارتفع فيه عدد المصابين بالتلوث الإشعاعي الناجم عن حادث تسرب بمحطة "فوكوشيما" للطاقة النووية، إثر الزلزال المدمر الذي ضرب اليابان الجمعة، وتسبب في حدوث أمواج "تسونامي" عاتية.

 

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التابعة للأمم المتحدة، إنها تلقت تقريراً من وكالة الأمان النووي والصناعي، التابعة للحكومة اليابانية، يفيد بأن المفاعلات الثلاثة في محطة "أوناغاوا" للطاقة النووية "تحت السيطرة"، في إشارة إلى أن مستويات التسرب الإشعاعي في المحطة "ما زال عند الحد الأدنى."

 

كما نقلت الإذاعة اليابانية عن وكالة الأمان النووي والصناعي الحكومية أن مستوى مرتفعاً من الإشعاع تم رصده بالقرب من محطة "أوناغاوا" للطاقة النووية، التابعة لشركة "توهوكو" للطاقة الكهربائية، حيث أظهرت أدوات القياس وجود مستوى 21 "ميكروزيفرت" لكل ساعة، عند الساعة 12:50 بعد ظهر الأحد، وهو أعلى من المستوى العادي.

 

وأصدرت شركة "توهوكو" تحذيراً للحكومة اليابانية لإعلان حالة الطوارئ في المحطة النووية، اعتباراً من الساعة 01:09، أي بعد أقل من 20 دقيقة على رصد التسرب الإشعاعي، إلا أن الشركة عادت، خلال مؤتمر صحفي عقدته في حوالي الثالثة بعد ظهر نفس اليوم، لتقول إن "ما رصدته وكالة الأمان النووي والصناعي، ليس صادراً عن محطة أوناغاوا للطاقة."

 

وبحسب الإذاعة اليابانية NHK فإن القانون الياباني ينص على "وجوب إصدار تحذير بوجود حالة طوارئ، حينما يصل مستوى الإشعاع داخل مباني محطات الطاقة النووية، إلى خمسة ميكروزيفرت لكل ساعة."

 

من جانب آخر، قالت الإدارة المحلية لمحافظة "فوكوشيما"، أكثر المحافظات اليابانية تضرراً بالزلزال وأمواج تسونامي، إنها تأكدت من تعرض 19 شخصاً آخرين للإشعاع من محطة للطاقة النووية، وقالت إن المصابين من النازحين من بلدة "فوتابا"، الواقعة بالقرب من محطة "فوكوشيما للطاقة النووية رقم واحد."

 

وصنفت السلطات اليابانية حادث التسرب بمحطة "فوكوشيما" النووية عند المستوى الرابع، على المقياس العالمي المدرج من صفر إلى سبعة، فيما أشارت وكالة الأمان النووي والصناعي إلى رصد مادتين مشعتين، هما "السيزيوم" و"اليود"، بالقرب من المفاعل النووي رقم واحد، وقالت إن "وجود هاتين المادتين يدل على حدوث انشطار نووي لمادة اليورانيوم."

 

من جهتها, قدرت شركة "إيكيكات" Eqecat للاستشارات الأمريكية قيمة خسائر زلزال اليابان المدمر، الذي بلغت قوته 8.9 درجة بمقياس ريختر،  عند 100 مليار دولار، على الأقل، منها 20 مليار كخسائر عن حجم الأضرار التي لحقت بالعقارات السكنية، و40 مليار دولار عن الدمار الذي لحق بالبنية التحتية كخطوط السكة حديد والشوارع والمواني البحرية.
وتأتي التقدير المبدئية في حين تواصل اليابان، لليوم الرابع على التوالي، عمليات البحث والإنقاذ التي أسفرت عن اللحظة عن إنقاذ أكثر من 15 ألف شخص، وصفها رئيس الوزراء الياباني، ناوتو كان، بأنها الحملة الأكثر صعوبة منذ الحرب العالمية الثانية.

 

وبدورها قدرت شركة "أير وورلدوايد" AIR Worldwide حجم الخسائر المغطاة بالتأمين الناجمة عن الهزة وحدها دون سواها، بما يتراوح بين 15 مليار إلى 35 مليار دولار، دون الأخذ في الاعتبار تقديرات الخسائر التي تسببت بها أمواج المد العاتية "تسونامي" أو التلف الذي أصاب مفاعل "فوكوشيما دايشي" النووي في شمال شرقي البلاد.

 

من جهة أخرى, أعلنت الشرطة اليابانية أنه تم العثور على 2000 جثة على شواطئ (مياجي) شمالي البلاد، التي تضررت من الزلزال وموجات تسونامي، مرجحة أن ترتفع حصيلة قتلى الزلزال إلى أكثر من 10 آلاف شخص.

 

وذكرت وكالة كيودو اليابانية أن العثور على الجثث سوف يزيد بشكل كبير من محصلة القتلى من جراء الزلزال.