أنت هنا

10 ربيع الثاني 1432
المسلم- صحف خليجية

دافعت الصحف الخليجية الصادرة يوم الثلاثاء عن إرسال قوات سعودية وإماراتية إلى مملكة البحرين لتأمين المنشآت في ظل الاضطرابات التي تجتاح البلاد بسبب احتجاجات الشيعة، معتبرة أنه "قرار تاريخي" وأن "الشأن البحريني يعني الشأن الخليجي".
وقالت صحيفة "الشرق" القطرية في افتتاحيتها إن مشهد دخول طلائع قوات درع الجزيرة إلى البحرين "لم يكن مشهدا عاديا ولا حدثا عابرا بالنسبة للمواطن الخليجي العادي الذي اشتاق كثيرا لرؤية قرارات قادته التاريخية تتجسد على أرض الواقع".
وتحت عنوان "درع الجزيرة".. والقرار التاريخي، اعتبرت الصحيفة أن هذا التحرك لا يمكن تفسيره بأكثر من كونه قرارا تاريخيا، على قدر التحدي وتجسيدا عمليا وتطبيقيا ميدانيا لمطالب الشعوب الخليجية وتحقيقا لآمالها بتحقيق أمنها واستقرارها في هذه المرحلة التي تتطلب منا جميعا الوقوف صفا واحدا لحماية المكتسبات ودرء الفتن، في سبيل تحقيق مستقبل أفضل عانينا جميعا في سبيل تأسيسه".
وأضافت أن القرار "يعبر عن نجاح دول مجلس التعاون الخليجي فيما فشل فيه آخرون من تجارب وحدوية لم تر النور في غالبها، وإن رأته لم تكلل مسيرتها بالظفر".
ومن جانبها، قالت صحيفة "الوطن" السعودية في افتتاحيتها بعنوان "البحرين: وحدة المصير": "يخطىء كثيرا ذلك السياسي القابع على الضفة الشرقية من الخليج العربي لا "الفارسي"، إن كان يعتقد أن دول مجلس التعاون ستقف مكتوفة الأيدي عن تدخلاته السافرة في الشأن البحريني".
واعتبرت الصحيفة أنه "حين نقول "الشأن البحريني"، فإن على إيران أن تفهم جيدا، أن هذه الجملة تعني "الشأن الخليجي"، وما أنشئت منظومة مجلس التعاون بمفهومها السياسي والعسكري إلا من أجل وحدة هذا الخليج، والدفاع عنه في وجه كل ما يهدد أمن واستقرار مواطنيه".
وكانت الصحيفة تشير إلى تصريحات وزير خارجية إيران علي صالحي المثيرة للجدل والتي قال فيها إن "إيران لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه إرسال قوات سعودية إلى البحرين".
وعلقت الصحيفة بأن "القوات ليست سعودية بل من جميع دول المجلس"، مشيرة إلى أن تصريحات صالحي "محاولة للعب مع الكبار".
وتساءلت الصحيفة قائلة: "هل هذا اعتراف بأن إيران تسرح وتمرح في المشهد البحريني منذ زمن، وحين دقت ساعة الحسم انتفضت سياستها الخارجية من أجل قلب الطاولة، وإظهار العكس؟".
ورأت الصحيفة أن "الدعم -لا التدخل- الخليجي "المشروع" أثار حفيظة إيران التي طالما ادعت عدم تدخلها في الشأن البحريني. وإلا فلماذا تلوح إيران الآن بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي وكأن ذلك التدخل الإيراني في البحرين أمر جديد تماما، أو ردة فعل على تدخل خليجي في "إحدى محافظاتها"؟"
وتابعت الصحيفة بالقول: "لقد غاب عن السياسي الإيراني البارع في التفاوض من تحت الطاولة مع أعدائه، والمبهر في نشر الفوضى عربيا عبر تاريخ الثورة الخمينية، أن الدعم الخليجي للبحرين يعد إجراء مشروعا، بعد أن طلبت حكومة البحرين الدعم من قبل أشقائها في مجلس التعاون الخليجي الذي تحكمه ثقافة واحدة واتفاقيات سياسية وعسكرية واقتصادية".
واستطردت بالقول "إن التصريح الصادر أمس عن بعض أعضاء جمعية "الوفاق" وبعض المعارضين البحرينيين يشكل إثباتاً إضافيا مقلقا عن مدى الاستلاب الإيراني لهويات بعض من يدعون بحرينيتهم بالجنسية، بينما الروح معلقة في طهران؛ وهم يقولون إنهم سيلجؤون إلى طلب التدخل من إيران تجاه خطوة الدعم الخليجية التي وصفوها بـ"الاحتلال"."