أنت هنا

12 ربيع الثاني 1432
المسلم- صحف

نقلت صحيفة القدس العربي عن شهود عيان أن مدرعات تابعة للحرس الجمهوري السوري تقف على أبواب دمشق، استعدادا فيما يبدو لمهاجمة المتظاهرين المطالبين بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد القمعي.
ونقلت الصحيفة اللندنية عن شهود عيان قالوا في اتصال عبر الهاتف إن مدرعات تابعة للحرس الجمهوري كانت مصطفة على أبواب دمشق وأن الحصار الأمني لمدن دير الزور والرقة والقامشلي ودرعا ما زال مستمرا.
وأكد الشهود استخدام الرصاص الحي في دمشق وحلب وسماع أصوات إطلاق الرصاص بشكل متقطع في منطقة المهاجرين وحي الميدان. كما أكد أحد الشهود وجود رقابة أمنية مشددة في مشفى دمشق والمواساة في العاصمة السورية، للتعرف على الجرحى. كما أكد أحد الشهود وجود اشتباكات تحصل في محيط قلعة حلب.
وكانت قوات الأمن قد فرقت مظاهرة من 150 شخص احتشدوا في وسط دمشق أمس الأربعاء متحدين السلطات التي تحكم البلاد بقبضة حديدية.
واستخدمت القوات الهراوات للاعتداء على المتظاهرين، وقال شهود إن عشرات من أفراد الأمن يرتدون الملابس المدنية هاجموا المتظاهرين، الذين تجمعوا أمام وزارة الداخلية للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين.
وأصيب متظاهر واحد على الأقل في رأسه وتعرض آخرون للضرب واعتقل العشرات، بينهم الناشطة السياسية سهير الأتاسي وعمر وياسين وربا وعمار وليلى اللبواني، وهم أقارب كمال اللبواني الطبيب المعتقل لدى السلطات السورية بتهمتي "إضعاف الشعور القومي" و"القيام بأعمال تعرض الدولة لأعمال عدائية"، وهي التهمة التي توجه لمعارضي النظام.
ومن بين المعتقلين صبا حسن، وشقيق طارق غوراني، ونارت عبد الكريم وكمال شيخو ومازن درويش والطيب تيزيني (69 عاما) وهو أستاذ للفلسفة في جامعة دمشق.
ونقلت رويترز عن الأتاسي إن السلطات السورية لن تستطيع الإفلات من الاضطرابات التي تهز العالم العربي برفضها انفتاح النظام السياسي في البلاد والسماح بحرية التعبير.
وقال متظاهر إن قوات الأمن "جرّت سهير من شعرها وأخذتها بعيدا".
والتزم المحتجون الذين تجمعوا في ساحة المرجة التي ترجع للعصر العثماني بوسط العاصمة، الصمت ورفعوا صورا لأقاربهم وأصدقائهم المسجونين قبل أن تنهال عليهم قوات الأمن بالضرب. وقال شهود إنه تم حجز بعض المتظاهرين في فندق سميراميس ونقلهم بسيارات تابعة لقوى الأمن الداخلي إلى مكان غير معلوم.
ورفع أحد المتظاهرين صورة مهند الحسني وهو محام نال جائزة دولية في حقوق الإنسان في مايو الماضي لدفاعه عن السجناء السياسيين. وفي الشهر التالي صدر ضده حكم بالسجن لمدة ثلاث سنوات.
وفي خطوة تكتيكية مألوفة من قبل الأنظمة الديكتاتورية، بدأت مظاهرة مضادة قصيرة أمام مبنى وزارة الداخلية، هتف أفرادها "بالروح بالدم نفديك يا بشار".
واستلهم الشعب السوري ثورته من ثورتي مصر وتونس اللتين أطاحتا بالرئيس المصري السابق حسني مبارك والرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي.
ومنذ بدأت حركة الاحتجاجات الشعبية في العالم العربي، كثفت السلطات السورية حملتها المستمرة منذ وقت طويل لاعتقال معارضين وشخصيات عامة تخالف معتقداتها وكتاباتها أهداف النظام السوري.
ويعتقد أن هناك نحو أربعة آلاف سجين سياسي في سوريا محتجزون دون محاكمة على الأغلب، بينهم أكراد وإسلاميون وشخصيات علمانية. كما أن هناك مئات المعتقلون الذين حوكموا بتهم تقويض الأمن العام والسلم الاجتماعي وحكم عليهم بأحاكم قاسية.
ويلقى المعتقلون السياسيون في سوريا معاملة سيئة في السجون وأماكن التحقيق كما يتعرضون للتعذيب المنهجي الذي يفضي في بعض الأحيان إلى القتل.