
أكد الشيخ سليمان بن عبدالعزيز الراجحي رئيس مجلس إدارة مصرف الراجحي بأنه لا يملك من هذه الدنيا شيئا , وأن كل ما لديه أوقفه لله مشترطاً أن يأكل منه بالمعروف، فإن مات انقطع هذا الشرط وأصبحت كل أمواله وقفا لله تعالى بعدما قام بتوزيع 25 مليار ريال من ثروته على أبنائه وبناته.
وذكر الراجحي في محاضرة له بمركز معارض الرياض أمس أن السبب الرئيسي الذي قاده إلى توزيع ثروته، حيث أعاد إلى الأذهان القضايا التي تعصف بالأسر بعد وفاة عائلها نتيجة اختلافهم في توزيع الإرث، مشيراً بأن قراره في «التقسيم» لم يكن وليد اللحظة أو اليوم وإنما كان بتفكير طويل وصلوات «استخاره» مكثفة وجلسات متعددة بينه وبين نفسه، وبعد استشارة العلماء وأهل الدين، قرر أخيراً أن يمضى بفكرته بتوزيع الثروة.
وتحدث الراجحي عن فوائد تقسيم الإرث قبل الوفاة، مبيناً بأنه يحمي من حدوث مشاكل وتفكك أسري في المستقبل، كما أنه يحفظ حق من قد يتوفى من الأبناء أو الزوجات قبل الأب دون الحصول على حقها الذي يتحول إلى أبناء الإبن وذريته.
وعن كيفية تقسيمه الثروة قال الراجحي: «وجدت من الأفضل تقسيم الهبة وفقا لقواعد الميراث الشرعية «للذكر مثل حظ الانثيين». فقسمنا العقارات والأسهم وأخذنا ما فيها من وقف وعزلناه وأجرينا قرعة بالعدل.
وقال الراجحي: «جمعت كل زوجاتى وخيرتهن: هل يرغبن في الحصول على نصيبهن منفردا أم مع أبنائهن؟ ومنحتهن الميراث وفق رغبتهن وعملت حساب الهللة قبل الريال».
وعن مدى تقبل الأولاد هذه الطريقة في التقسيم قال: «عملنا محضرا ووقع عليه جميع الأولاد برضاهم، وطلبنا ألا تكون بينهم شحناء أو بغضاء وأيقنت أنهم موافقون على القسمة».
وحول ما جعله وقفا لله تعالى قال: «تضمن الكثير من الممتلكات منها الوطنية للدواجن، والوطنية للصناعة، ومصنع الروبيان وهي أوقاف تخدم رعاية المسنين والأيتام والصم والبكم والرعاية الاجتماعية والصحية وإنشاء المراكز الطبية وصيانة الجوامع. كذلك هناك عدد من البرامج منها جامعة ومستشفى ولدينا مشروع اقتصادي سيفتتح قريبا مع الجامعة، مشيرا إلى تحويل المسجد إلى جامعة. وأضاف: «لدينا مسجد في حائل سيفتتح في شهر رمضان المقبل وهناك مساجد في مكة المكرمة والمدينة المنورة والآن اشترت المؤسسة بعض المقابر للموتى الفقراء».
وحول نصائح الراجحي حول تربية الأبناء، قال: «أنا خريج الصف الثاني الابتدائي؛ لكنني حرصت على تعليم أبنائي الأولاد أمانة في أعناقنا».
ونصح الآباء بعدم إعطاء مصروف لأولادهم دون حساب: «فلا يعقل أن تعطي الولد 100 ريال ثم تتركه يتصرف فيها كيفما يشاء. وإنما اعطه 100 ريال وقل له: خذ ريالا وادخر الباقي أو استثمره لتعوض الريال الذي أنفقته حتى لا يعتاد التبذير».
وقال الراجحي: «شبابنا لا يلامون، فللأسف البيت مقصر والمدرسة مقصرة والمسجد مقصر وكأنهم لا يعنونا ونتركهم للشارع وأنتم أعلم مني بما أقول».
وأشار الشيخ الراجحي إلى أنه يعمل يومياً من ١٤ إلى ١٥ ساعة؛ حتى يكون على اطلاع بكل شيء. مبيناً أن عمره ٨٤ سنة، ويعمل أفضل وأنشط من أبنائه.
وقال: "ذاكرتي لم تتغير منذ ٤٠ سنة، والسبب أنني كلما سافرت بالسيارة بين مشاريعي في القصيم والجوف والرياض أقرأ القرآن حتى أصل إلى مقصدي".
وأشار إلى أن الأمن والأمان أعظم نعمة يتنعم بها الإنسان، وقال: "كنت أسافر بكيس من الذهب في طرقات ترابية مع سائق لا أعرفه بسبب الأمان".
يشار إلى أن سليمان الراجحي صاحب الترتيب التاسع عشر بين أغنياء العرب عام 2010. من رواد المشاريع المصرفية، حيث أسس مصرف الراجحي إلى جانب الوطنية للدواجن كواحد من أكبر مشاريع الدواجن في الشرق الأوسط.