29 صفر 1433

السؤال

أخي الفاضل.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أسأل الله أن تكونوا بخير وعافية.. أنا طالب في السنة الأخيرة من كلية الطب، ومنتسب في تخصص شرعي، فوقعت في حيرة في اختيار التخصص الطبي المناسب لي.. وحيث إن الرغبة والقدرة والفرص الوظيفية متوفرة في تخصصات طبية كثيرة، فهل تنصحون بتخصص طبي، يمكن من خلاله المشاركة في العمل الإسلامي، حيث أن لدي خبرة سنوات طويلة فيه، وهوايتي الأولى والأخيرة هي القراءات الشرعية.. ومن جهة استشراف المستقبل: هل المتوقع ملاحم فيكون التخصصات الجراحية أهم من غيرها مثلا، أم ماذا والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.. وشاكرين لكم تجاوبكم ومساعدتكم.. وجزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أجاب عنها:
د. محمد العتيق

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبا بك أخي في موقع المسلم ودعائي لك بالتوفيق والسداد.
أخي الفاضل: اختيار التخصص لما بعد مرحلة البكالوريوس في الطب هو قرار هام وله تبعات هامة في حياة الإنسان والتزاماته. وبشكل عام، فإنه ينصح عند البحث في التخصص النظر إلى ما يلي من العوامل:
- مدى الميل إلى الاستغراق في مهنة الطب بحيث يصرف الشخص حياته المهنية واهتماماته الشخصية بالكلية إلى هذا الأمر أو أنه يقرر ابتداء أنه سوف يؤدي الحد الأدنى من الالتزام المهني بالتخصص ويهتم بأمور أخرى لا علاقة لها بالطب يقضي فيها بقية أوقاته ويعزز فيها هواياته. ويبدو أن ما تميل إليه هو الاختيار الثاني حيث ذكرت أن لك اهتماما بالعلوم الشرعية والإغاثية. ومما يناسب ميولك في هذا الاتجاه تخصص طب الأسرة والطب الباطني والجراحة العامة.
- العامل الثاني هو تحديد الميل بشكل عام هل هو إلى التخصصات الباطنية (الطب الباطني وطب الأسرة والطب النفسي وطب الأطفال والجلدية وأمثالها) أو إلى التخصصات الجراحية (الجراحة العامة والعظام والعيون والأذن والأنف والحنجرة وطب النساء والولادة والتخدير وأمثالها). فبعض الناس يعرف من نفسه عزوفا عن التخصصات الجراحية وبهذا يحدد طريقه مبكرا.
- العامل الثالث هو تحديد الرغبة في العمل في المستشفى حيث التعامل مع المرضى المنومين أو الاقتصار على العمل العيادي في العيادات الخارجية دون مناوبات (وهذا يتوفر في طب الأسرة وفي طب الباطنة والجلدية والطب النفسي وغيرها).
- ومن العوامل المهمة مدى نظرة الطبيب إلى التعامل مع النساء المريضات ورغبته المطلقة في عدم تعريض نفسه لهذا الحرج الشرعي وبالتالي يقتصر على تخصص طب الأطفال مثلا أو الطب النفسي الذي يخلو من الكشف الطبي الجسدي. (وهذا يصدق على الطبيبات اللاتي يحرصن على عدم التعامل المرضى من الرجال فيقتصرن على تخصص طب الأطفال أو طب النساء والولادة).
- ومن العوامل المهمة كذلك التجربة الفعلية أثناء مرحلة الامتياز حيث يكون التدريب العملي في التخصصات الكبرى (الباطنية - الجراحة - الأطفال - النساء والولادة) مع تخصص أخر اختياري لمدة شهر. وهي فرصة كبيرة ومفيدة جدا للتعرف على التخصصات عن قرب واستبعاد بعضها بشكل مبكر.
- ومن العوامل توفر فرص التدريب في المراكز الكبرى ومدى شدة المنافسة بين المتقدمين وإمكانية التوظيف فيما بعد، وهذه تختلف فيها التخصصات اختلافا كبيرا.
- وأما ما ذكرت من استشراف المستقبل وإمكانية حدوث الملاحم ومدى مناسبة التخصص في الجراحة لأجل ذلك، فهذا علمه عند الله، وفي كل خير، وليس يلزم أن تكون جراحا كي تفيد المسلمين في ذاك الوقت.
وفقنا الله وإياك لكل خير.