أنت هنا

19 شوال 1432
المسلم/ الرياض

أوضح سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي عام المملكة أن أهم الأسباب الداعية إلى انشراح الصدر هي الإيمان بالله وتوحيده وإفراده بالعبادة، والإكثار من الذكر والدعاء، وحسن الظن بالله، وتقوى الله والابتعاد عن المعاصي والسيئات، والمحافظة على الفرائض والعبادات.

 

واضاف سماحة المفتي قائلا: إن المسلم قد يبتلى في تجارته فيخسر الكثير، أو قد يواجه بعدم توفيق في دراسته، أو يصاب بأمراض متنوعة، أو تلم به حوادث وكربات مفاجئة، أو يبتلى بفقد عزيز عليه، وعلى هؤلاء اللجوء إلى الله والتضرع إليه، والالتزام بالشرع وآداب النبوة لرفع هذه الابتلاءات والهموم والغموم والمصائب.

 

وبين سماحته في خطبة الجمعة التي ألقاها في الجامع الكبير بمنطقة قصر الحكم وسط الرياض أن البعض وللأسف ممن يبتلون بهذه المصائب يلجأون إلى الأمور المحرمة كتعاطي المخدرات أو تناول الخمور والمسكرات، أو الإقدام على قتل النفس بالانتحار المحرم، أو ارتكاب الجرائم الأخلاقية أو الولوج في المحرمات بزعم أنها تفرج الهموم التي ابتلوا بها وهذا ضرر عظيم، ومصيبة كبرى يقع فيها هؤلاء فتزداد عليهم المصائب والابتلاءات ويقعون في الأوزار.

 

وقال إن من يقع في مثل هذه المحرمات لا تكون صدورهم منشرحة ولا نفوسهم مطمئنة ولا أحوالهم مستقرة، بل يعيشون في هم وغم وضنك وتحاصرهم المشكلات في الدنيا وينتظرهم حساب الله في الاخرة على ما اقترفوه من أعمال محرمة ومنهي عنها، مؤكدا على ضرورة إن يرضى المسلم بقضاء الله وقدره ويأخذ بالأسباب النافعة المشروعة ليتخلص مما ابتلي به ويلجأ إلى الله ويتضرع إليه ويصبر ويتحمل ويصلح أوضاعه ويحرص على مستقبله.

 

وبين سماحته ان في الدنيا ابتلاءات ومشكلات وهم وغم وعقبات وصعوبات وقلق واضطرابات فهي سجن المؤمن وجنة الكافر، وان هذه الهموم والغموم قد تكون مصدرا للإمراض النفسية التي يعاني منها بعض من ابتلوا بهذه الهموم، ولكن إذا علم هؤلاء منهج الإسلام الذي يخلصهم من هذه المشكلات والتزموا به شرح الله صدورهم وخلصهم مما يعانون منه، وجعلهم يرضون بقضاء الله وقدره، وينظرون إلى مستقبلهم ولا يتوقفون عند ما حدث لهم .
   
وطالب سماحته المسلمين بالأخذ بالأسباب النافعة مع الاستعانة بالله عز وجل والالتزام بشرع الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وابتغاء مرضاة الله في طلب الرزق، والبحث عن الحلال والمباح، والابتعاد عن المحرمات، والثقة في الله عز وجل انه المعطي والرازق والذي يمن على عباده بالرزق، والإكثار من الدعاء. والتمسك بسنة رسول الله، والتزود من العلوم الشرعية، ومجالسة اهل العلم والخيرين ومن يدعون للتقى والصلاح، والالتجاء الى الله في كل شيء .