أنت هنا

9 ذو القعدة 1432
المسلم- متابعات

قمعت السلطات الجزائرية محاولة احتجاج في العاصمة لإحياء ذكر انتفاضة عام 1988 التي راح ضحيتها نحو 200 محتج طالبوا بالديمقراطية.

واعتقلت السلطات الجزائرية أمس الأربعاء 17 شخصا كانوا يستعدون للمشاركة في تظاهرة في الجزائر العاصمة ، حسبما أفاد المنظمون.

ويجري إحياء هذه الذكرى سنويا في ساحة الشهداء، بوضع أكاليل من الزهور، لكن السلطات أغلقت الساحة هذا العام قائلة إنها تخضع لأعمال إصلاحات.

لكن يبدو أن المحتجون هذا العام أرادوا إعطاء المناسبة صبغة الربيع العربي. فقد دعت منظمة "تجمع-حركات-شباب" (راج) إلى تنظيم تجمعا أمام مسرح محي الدين بشتارزي الوطني.

وقال الأمين العام لـ"راج" حكيم حداد إنه ولدى وصول طلائع المتظاهرين، وهم من المنظمين، إلى مكان التجمع كان في انتظارهم عناصر من الشرطة بلباس مدني.
وأضاف: "لقد بدأوا باعتقال أولئك الذين وجوههم معروفة لهم، ثم اعتقلوا رئيس المنظمة" عبد الوهاب فرساوي، بهدف منع حصول التظاهرة.

وأوضح أن الموقوفين أخلي سبيلهم بعدما أمضوا حوالى خمس ساعات موقوفين في مخافر عدة.

وأضاف أن عددا آخر من أعضاء راج ومنظمات أخرى تمكنوا من الوصول إلى المكان لاحقا والتظاهر، وكان عددهم حوالى 30 شخصا.

وتأسست راج في 1993 وهي تهدف خصوصا إلى توعية الرأي العام حول قضايا المواطنة والحرية، وتضم نحو عشر لجان في سائر أنحاء البلاد، وقد اعتادت إحياء ذكرى أكتوبر بوضع باقات من الزهر في ساحة الشهداء.

وفي 5 أكتوبر 1988 شهدت مدن عدة في الجزائر أعمال شغب راح ضحيتها حوالى 200 قتيل في مواجهات مع قوات الأمن وأدت إلى سقوط نظام الحزب الواحد (جبهة التحرير الوطني).

وقفز الجيش حينها على السلطة ليحكم البلاد بشكل كان من المفترض أنه مؤقت، حتى نقل الحكم للمدنيين. لكن العسكرين لم يغادروا الحكم، بعد أن بدأت تنظيمات مسلحة بتنفيذ هجمات دامية، وجرى شحن الإعلام بخطاب للتخويف من إمكانية وصول الإسلاميين لحكم البلاد.

ووصل الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة إلى السلطة عام 1999 وهو الآن في ولايته الثالثة وقد قام بتعديل الدستور ليسمح ببقائه في الحكم فترات غير محدودة.

ونجا بوتفليقة من احتجاجات شعبية واسعة بدأت بالتوازي مع الثورة التونسية التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في 14 فبراير 2011. لكن وعود الحكومة بالإصلاح، وخوف الكثيرين من عودة التنظيمات الملسحة لتنفيذ تفجيرات في البلاد، وهي التنظيمات التي نجح بوتفليقة في قمعها، أدى إلى هدوء الاحتجاجات في الجزائر.