كشف مسؤولون أمريكيون عن وجود لجنة سرية من كبار المسؤولين الأمريكيين في الإدارة الأمريكي تضع قائمة اغتيالات ثم تبلغ الرئيس الأمريكي بمحتواها. وتضم القائمة مواطنين أمريكيين، حيث يعتقد أن أنور العولقي الذي اغتالته قوات أمريكية الأسبوع الماضي في اليمن كان من بين أهدافها.
وقال مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون إن العولقي الذي يحمل الجنسية الأمريكية كان موضوعا على قائمة اغتيالات.
وصرح المسؤولون بأنه لا يوجد سجل لعمليات أو قرارات اللجنة التي تتبع مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض. كما لا يوجد أي قانون تشكلت بموجبه اللجنة أو تعمل وفقا لأحكامه.
وكانت هذه اللجنة وراء قرار إضافة العولقي وهو رجل دين أمريكي من أصل يمني له علاقات مزعومة مع القاعدة إلى قائمة الاغتيالات. وقتل العولقي خلال هجوم بطائرة أمريكية بلا طيار في اليمن الأسبوع الماضي.
ويبقى دور الرئيس الأمريكي في هذه اللجنة في إعطاء الأمر أو التصديق على قرار باستهداف مواطن أمريكي غير واضح. ورفض تومي فيتور المتحدث باسم البيت الأبيض مناقشة أي شيء متعلق بعمل اللجنة.
وقال المسؤولون إنه على حد علمهم كان العولقي الأمريكي الوحيد الذي وضع في قائمة الحكومة الأمريكية للاغتيال أو الاعتقال بسبب تورطه المزعوم مع تعتبرهم الحكومة "متشددين".
ويقول البيت الأبيض إن العولقي كان شخصية بارزة في جناح القاعدة في جزيرة العرب الذي يتخذ من اليمن مقرا له.
كما أفاد البيت الأبيض بأن مقتل العولقي يثبت إصرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما على التعامل مع المتطرفين الذين يهددون الولايات المتحدة. لكن العملية التي أدت إلى مقتله تعرضت لانتقاد شديد من اليسار واليمين.
وفي تحول له مغزى، أصبح أوباما الذي شجب سلفه الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش لاستخدامه المفرط للقوة في "الحرب على الإرهاب" عرضة للنقد في بعض الدوائر لاستخدامه نفس الأساليب والتي من بينها مبررات قانونية سرية وتقييم مخابراتي لا يكشف عنه.
وانتقد ليبراليون استخدام طائرة بلا طيار لقتل مواطن أمريكي ووصفوه بأنه إعدام نفذ خارج ساحات القضاء.
كما انتقد المحافظون أوباما لرفضه الكشف عن الرأي القانوني لوزارة العدل الأمريكية الذي قيل إنه برر قتل العولقي. واتهموا أوباما بالنفاق مشيرين إلى إصرار حكومته على نشر الوثائق القانونية لحقبة بوش والتي بررت استخدام أساليب استجواب قال كثيرون إنها تصل إلى حد التعذيب لكن الإدارة ترفض الآن نشر المنطق القانوني الذي جعلها تقتل مواطنا أمريكيا خارج الإطار القانوني المعتاد.
وأكدوا أنه تم استشارة محامين من بينهم محامو وزارة العدل قبل إضافة العولقي لقائمة الاغتيالات.
وأكد مسؤولون أمريكيون أن مواطنا أمريكيا ثانيا هو سمير خان قتل في نفس الهجوم الذي قتل فيه العولقي. وخان هو رئيس تحرير مجلة (إينسباير) التي تصدر بالإنجليزية وتستخدمها القاعدة في جزيرة العرب للدعاية وتجنيد الأعضاء، على حد قول الأمريكيين.
وذكر المسؤولون أن خان لم يكن في قائمة الاغتيال ولم يكن مستهدفا في هجوم الطائرة الأمريكية بلا طيار لكنه تواجد في المكان الخطأ في الوقت غير المناسب.
وصرح المسؤولون بأن العولقي الذي كانت خطبه الملتهبة تنشر على مواقع للمتشددين باللغة الإنجليزية استهدف بعد أن خلصت واشنطن إلى أن دوره في القاعدة بجزيرة العرب تحول من "الإلهامي إلى العملي" وهذا يعني أنه بدلا من أن يقتصر دوره على الدعاية لأهداف القاعدة شارك بشكل مباشر في خطط مزعومة لضرب أهداف أمريكية.
