أنت هنا

12 ذو القعدة 1432
المسلم- وكالات/ سي إن إن

تظاهر مئات الإسلاميين في العاصمة التونسية احتجاجا على قيام قناة تلفزيونية ببث فيلم مسيئ للإسلام بهدف التخويف من الإسلاميين قبيل الانتخابات المرتقبة. واحتج المتظاهرون كذلك على حظر إدارة الجامعات ارتداء الطالبات للنقاب. وواجهت الشرطة المتظاهرين بالقوة مستخدمة الغازات المسيلة للدموع لتفريقهم.

واقتحم نحو 300 شخص مقر تلفزيون "نسمة" غير أن الشرطة التونسية فرقتهم بإطلاق الغاز المسيل للدموع، بحسب روايات شهود العيان. وقالت رويترز إن بعض المحتجين كانوا يحملون المُدي والهراوات وحاولوا إضرام النار في مبنى القناة لكن عددا كبيرا من رجال الشرطة حالوا دون ذلك.
وتابع الشهود أن 40 شخصا على الأقل اعتقلوا.
وكانت القناة قد بثت فيلم الرسوم المتحركة الفرنسي "برسيبوليس" الذي يصور الذات الإلاهية، في معرض تناوله لقصة سقوط شاه إيران عام 1979 والمراحل الحرجة عقب الثورة الإيرانية.
ورأى مراقبون أن عرض هذا الفيلم قبل أسبوعين فقط من الانتخابات التونسية أغضب أنصار التيار الإسلامي لأنه يمثل هجوما جائرا على حملتهم بغرض تخويف الجمهور منهم ودفع الناخبين بعيدا عنهم، وهي ذات السياسة التي انتهجها نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
وفي احتجاجات أخرى، وتجمع مئات المحتجين الإسلاميين أمام الحرم الجامعي الرئيسي في تونس العاصمة ثم تحركوا إلى حي الجبل الأحمر الشعبي شمالي وسط المدينة حيث بدأت الاشتباكات مع الشرطة.
واصطفت نحو مئة عربة للشرطة وعدة مئات من أفراد شرطة مكافحة الشغب في المنطقة.
وسد المحتجون وأغلبهم من الشبان طريقا رئيسيا يؤدي إلى المنطقة ورشقوا العربات التي تحاول المرور بالحجارة وهم يكبرون.
وكان محتجون قد تجمعوا أمس السبت أمام جامعة في سوسة (على بعد نحو 150 كيلومترا جنوبي تونس العاصمة) احتجاجا على رفض إدارة الجامعة التحاق منتقبة بها.
وتتصاعد حدة التوتر في تونس قبل انتخابات مقررة في 23 أكتوبر لاختيار جمعية تأسيسية لوضع دستور جديد للبلاد، وهي انتخابات حاسمة يتوقع أن يفوز فيها حزب "النهضة" ذو الخلفية الإسلامية بالنصيب الأكبر من الأصوات، مما يزيد قلق العلمانيين الذين كانوا يهيمنون على الحكم إبان عهد النظام البائد.
ويقول العلمانيون إن قيمهم الليبرالية معرضة للخطر، فيما يعترض الإسلاميون على سعي العلمانيين إلى السيطرة على الحكم وإقصائهم بذات الطريقة التي تعامل بها معهم بن علي في السابق.
وندد مسؤول من حزب النهضة بالعنف يوم الأحد. وقال المسؤول إنه يعارض الإساءة لمشاعر الناس ولدينهم لكن هذا لا يمنع الحزب من معارضة العنف بشكل قاطع أيا كان مصدره.
وأضاف أن الحزب مع الاحتجاجات السلمية للمطالبة بالحقوق ويدين العنف من حيث المبدأ.
وأصبحت تونس مصدر إلهام لاحتجاجات "الربيع العربي" عندما أطاحت احتجاجات شعبية بالرئيس السابق بن علي الذي فر من البلاد في 14 يناير 2011. وأدت هذه الثورة إلى بث روح الأمل في العديد من الشعوب المقهورة في المنطقة، وتبعتها ثورة 25 يناير في مصر التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك في 11 فبراير، وكذلك ثورة في اليمن لم تؤت ثمارها بعد، وثورة في ليبيا أطاحت بالعقيد معمر القذافي، وأخرى في سوريا لا تزال تكافح من أجل إنهاء نظام الرئيس بشار الأسد.