أنت هنا

16 ذو القعدة 1432
المسلم- وكالات

كشفت منظمة العفو الدولية (أمنستي إنترناشيونال) عن مذكرة أرسلتها إلى الحكومة الكندية تحثها على اعتقال الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش خلال زيارته المقررة لكندا في 20 أكتوبر الجاري، بتهمة ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان فيما يتعلق بالموافقة على تعذيب المعتقلين.

وحول هذا الطلب الذي جاء في مذكرة من ألف صفحة سلمتها المنظمة الإنسانية الدولية للسلطات الكندية في 21 سبتبمر الماضي لكنها نشرت الأربعاء، قال أليكس نيف رئيس الفرع الكندي للمنظمة إن بوش سمح باستخدام أساليب للتعذيب في استجواب المعتقلين مثل محاكاة الغرق، وذلك خلال فترة رئاسته التي استمرت من 2001 إلى 2009.

وأضاف نيف في مؤتمر صحفي: "جورج دبليو بوش مسؤول عن نطاق واسع من انتهاكات حقوق الإنسان - لعل أبرزها التعذيب - تمثل جرائم وفقا للقانون الدولي".

وأضاف: "ينبغي للسلطات الكندية بموجب القانون الدولي والوطني بدء تحقيق جنائي ضد الرئيس السابق والقبض عليه... وبدء عملية محاكمته".

ولم تستجب الحكومة المحافظة في كندا لدعوات سابقة للقبض على بوش الذي قام بزيارتين على الأقل لكندا منذ انتهاء فترته الرئاسية الثانية في يناير 2009.

ويزور بوش بريطانيا هذا الشهر لإلقاء كلمة أمام مؤتمر اقتصادي إقليمي في سوراي بمقطاعة بريتيش كولومبيا بغرب كندا.

وقالت جماعات حقوقية في فبراير إن بوش ألغى زيارة لسويسرا بسبب احتمال اتخاذ إجراءات قانونية ضده فيما يتصل بمزاعم التعذيب.

ومن جانبها، أكدت سوزان لي مديرة منظمة العفو في الأميركيتين إن "كندا ملزمة بموجب تعهداتها الدولية باعتقال ومحاكمة الرئيس الأميركي السابق بوش نظرا إلى مسؤوليته في الجرائم ضد القانون الدولي ومن بينها التعذيب".

وأضافت: "بما أن السلطات الأميركية لم تقم حتى الآن بإحالة الرئيس السابق بوش إلى القضاء، فإنه يتعين على الأسرة الدولية أن تتحرك. وفي حال امتنعت كندا عن التحرك خلال زيارته فسيشكل ذلك انتهاكا لشرعة الأمم المتحدة ضد التعذيب وستكون إشارة ازدراء تجاه الحقوق الإنسانية الأساسية".

من ناحيته، رد وزير الهجرة الكندي جيسون كيني متهما منظمة العفو الدولية بأنها "تختار بدقة حالات معينة لأسباب أيديولوجية".

واتهم إدارة منظمة العفو الدولية بـ"الإفلاس الأخلاقي" كما اتهم مجمل المنظمة بـ"الانحلال والتسييس".

ويتذرع بوش بحماية الأمن القومي في دفاعه عن استخدام أسلوب محاكاة الغرق وكافة الوسائل الأخرى لتعذيب المعتقلين ومعاملتهم بشكل غير إنساني، زاعما أنها وسيلة أساسية لمنع تكرار هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة.

وكان لانتشار صور لتعذيب المعتقلين العراقيين على أيدي جنود أمريكيين في سجن أبو غريب القريب من العاصمة بغداد أكبر الأثر في فضح وشجب التعذيب في معتقلات أمريكية أخرى مثل سجن قاعدة باجرام الأمريكي في باكستان وسجن معسكر جوانتانامو الأمريكي في كوبا.