أنت هنا

18 ذو القعدة 1432
المسلم ـ خاص

قدم الباحث السياسي أحمد فهمي ورقة لمؤتمر "السلفيون وآفاق المستقبل" طرح من خلالها رؤية معيارية يمكن عبرها إحداث مقاربة لثقل بعض القوى السياسية والاجتماعية بما يمكن تطبيقه على التيار السلفي وجماعاته.

 

وأوضح فهمي أن الثورات العربية قد فرضت علينا ضرورة التطوير والتدقيق في مثل هذه الأمور، حتى نبتعد عن التقديرات الجزافية والعاطفية - على حد وصفه – والتي انطلق فيها الناس مع الثورات في تقدير "الشعبية" للتيارات والتجمعات بشكل جزافي، لاسيما مع التيار السلفي الذي يفتقر إلى وجود معيار يمكن من خلاله تقدير شعبيته وثقله بطريقة علمية.

 

وأضاف أن ذلك من شأنه أن "يقوض الأوهام بشأن ملامح معينة من الغرور والتواضع أو القوة والضعف.. الخ"، لافتاً إلى أن الصحابة كانوا يخافون من أعدائهم وينامون والسلاح بين أيديهم إلى أن أجرى رسول الله صلى الله عليه وسلم إحصاءً في المدينة بعيد الهجرة طمأن الصحابة إلى قوتهم على أسس سليمة.

 

وقال أحمد فهمي إن ثمة طريقين للقياس أحدهما أسماه "عاطفياً، وهو لا يصلح للدراسات العلمية والأكاديميين وقد يصلح للدعاية، وهو لا يفرق بين العدد والقوة العددية"، والآخر هو العلمي والذي استشهد في اثنين منه بحديث هرقل الشهير "يزيدون أم ينقصون"، "هل يرتد منهم أحد غضبة لدينه"، مبيناً أن معدل التزايد وثبات الأتباع على المنهج والانتشار الجغرافي هي مؤشرات دقيقة لمعيار شامل يوضح الثقل الشعبي للتيار السلفي إذا ما جرى تطبيقه.

 

جاء ذلك في الجلسة الأولى لليوم الثاني للمؤتمر، والتي حوت أيضاً ورقة تأصيلية لـ"رؤية شرعية في التعامل مع المخالفين ومقاماته المتنوعة"، والتي قدمها الدكتور هيثم بن جواد الحداد، واستعرض فيها تعريف الخلاف، وأن الأصل فيه هو الابتلاء.
وبيّن د.الحداد أن الأصل هو الوحدة بين المسلمين، وأن الأصل في المسلمين السلامة، وحب بعضهم بعضاً، وحرمة الاعتداء على المسلم في دمه وماله وعرضه، وأن يعمل الإنسان لتكثير المصالح وتقليل المفاسد.

 

ودعا فضيلته إلى زيادة جرعة الحديث عن الوحدة بين المسلمين تقريراً لها وتحفيزاً على حدوثها، وتفعيل فقه الائتلاف والوحدة.