
تحدثت زوجة المقدم السوري المنشق عن نظام بشار الاسد حسين هرموش عن اختفائه الغامض منذ 29 أغسطس الماضي، وهو آخر يوم رأت فيه زوجها.
وقالت "ابني البكر أحيانا يفتح جهاز الكمبيوتر، ويضع صورة والده ويبدأ في البكاء.. لا يمر يوم من دون أن يسألني ابني الأصغر: متى سيعود والدي إلى المنزل؟"
والمقدم المنشق من الجيش السوري حسين هرموش، كان قائد ما يسمى "بالجيش السوري الحر،" وهي جماعة عسكرية سورية مناهضة للنظام.
وظهر في فيديو على الانترنت يدعو جنود سوريين آخرين إلى الانضمام إلى "الجيش السوري الحر".
وأكد هرموش قيادة هذه الحركة من منفاه في تركيا المجاورة، حيث عاش وزوجته وأربعة أطفال في مستودعات حولتها الحكومة التركية إلى مخيم مؤقت للاجئين في بلدة ألتينوزو على الحدود التركية السورية.
وأضافت زوجته "منذ خرج ولم يعد، وأنا على يقين بأن زوجي تم تسليمه مرة أخرى إلى السوريين."
وبعد اختفائه لأكثر من أسبوعين، عاد هرموش إلى الظهور فجأة.، ولكن هذه المرة في "اعتراف" بث على التلفزيون الحكومي السوري.
وقال الناشط السوري في المنفى عمر مقداد إنه تحدث لهرموش في صباح يوم 29 أغسطس، مضيفا "قال لي إن لديه لقاء مع رجل أمن تركي، وعندما أنتهي سأتصل بك.. انتظرت لمدة ثلاثة أيام، ولم أسمع منه."
وتابعت زوجة هرموش إن زوجها غادر المخيم يوم 29 أغسطس/آب وكان يخطط لاجتماع مع رجل غامض يعتقد سكان المخيم انه ضابط في الاستخبارات التركية."
وزادت "ربما ليس ضابط مخابرات حسب زعمهم، لكنه واحد من الأتراك.. لا نعرف رتبته أو من هو بالضبط، ولكن عبر الهاتف عرف عن نفسه باسم أبو محمد."
واتهمت السلطات التركية بتسليم زوجها إلى السوريين، وقالت "أعتقد أنهم ألقوا القبض عليه كجزء من اتفاق بين البلدين،" غير أن الحكومة التركية نفت مرارا هذه الاتهامات.
كما نفى مسؤولون أتراك أي علم بضابط المخابرات الذي ادعى سكان المخيم أنه عرف عن نفسه باسم "أبو محمد،" وهي الكنية العربية الأكثر شيوعا.
وكانت صحيفة “ذي تايمز” البريطانية قد أعدت تقريراً عن آل هرموش، الذين باتوا هدفاً للنظام، بعد انشقاق المقدم حسين الهرموش، رفضا لقتل المدنيين العزل، ونقلت المأساة عن لسان مصطفى هرموش، إبن شقيق المقدم حسين، المقيم في بروكسل.
فبعد شهر من انشقاق المقدم حسين في حزيران الماضي، اعتقل شقيقه الأصغر حسن، أثناء زيارته لإحدى الأُسر في مدينة حلب، وزجّ به في أحد السجون العسكرية، ولم يُعرف شيء عن مصيره منذ ذلك الحين.
وفي الثامن من أيلول الماضي، اقتحمت قوات الأمن منزل محمد الهرموش، شقيق المقدم حسين، وبعد تبادل للنيران، جرى اعتقال أربعة أشخاص هم محمد وزوجته مريم، وابنه أحمد، وصهره مهند حوري، وأُصيب شقيقه الثاني محمود، في ساقه أثناء المداهمة، لكنّه تمكّن من الهرب واللجوء إلى تركيا، وبعد ذلك سُوي منزل الأسرة، بالأرض بواسطة جرافة. وفي اليوم التالي، أُعيدت جثتا حوري ومحمد هرموش، وبُثت صور جثتيهما على الإنترنت، وقد مزقهما الرصاص.
ثم اختطف ابنا عمه، موسى هرموش وأخوه حسن، ولم يكن لهما علاقة بالجنود المنشقين، وعثر على جثتيهما على قارعة الطريق القريبة من القرية، بعد يوم من اعتقالهما.