أنت هنا

18 ذو القعدة 1432
المسلم ـ خاص

حذر البرلماني الكويتي البارز د.وليد الطبطبائي الإسلاميين عموماً والسلفيين بصفة خاصة من مغبة الاختلاف والتصارع في ميادين السياسة لاسيما عند التنافس على مقاعد البرلمان.
وقال د.الطبطبائي في كلمته التي ألقاها في مؤتمر "السلفيون وآفاق المستقبل" الذي اختتم أعماله أمس إن "حقل السياسة هو ميدان الخلافات والاحتكاكات وتضارب الآراء واصطدامها؛ سواء داخل الجماعة الواحدة أو بين الصف الإسلامي أو مع الصفوف الأخرى، فَلْيحذر المسلم المشتغل في السياسة أشد الحذر؛ فإن لهوى النفس في هذا الحقل صولات وجولات، فلتكن معاني الولاء والبراء والحب في الله حاضرة في الذهن والقلب؛ لأن من أعطى لله وترك لله... فقد استكمل الإيمان".

 

وحذر من أن الإغراءات الشخصية والجماعية والمزالق المختلفة تحوط بالعاملين في الميدان السياسي، ومن
وأضاف أن العصمة من الوقوع في شراك ذلك كله يكمن في الإخلاص وابتغاء وجه الله في كل ما يفعله السلفيون في العمل السياسي، ناصحاً بأن يكون " رضا الله مقدَّماً على كل هدف (شخصي أو جماعي)، ولن يوفَّق أهل الدعوة في حقل السـياسة أو غيره إلا بالصلـة بالمولى - عز وجل - وحسن الاتكال عليه".

 

ودعا إلى تبني قضايا الأمة الأساسية من خلال البرلمان، إلى التدرج في المطالب وفقاً للمتاح منها، ووفقاً للأولويات، واختيار المناسب من الخطاب للجمهور والنخبة.
وفي سياق آخر، وفي الجلسة الأخيرة من المؤتمر، اعتبر الشيخ عبد المنعم الشحات الناطق الرسمي باسم الدعوة السلفية بالإسكندرية أن "الربانية والعقلانية " هما من أبرز سمات الرسالة الإعلامية المؤثرة؛ "فيكون مصدر الرسالة الوحى فيما فيه وحى و النظر العقلي السليم فيما يجتهد فيه الداعي من امور واقعية و حياتية".

 

وشدد الشيخ الشحات على ضرورة اتسام الخطاب الدعوي بـ"التسلسل المنطقى والقدرة على الاقناع بالانطلاق من الثوابت المتفق عليها بين المرسل و المستقبل والانتقال الى موطن النزاع بدون قفزات منطقية و بلغة سلسلة".
مضيفاً أنه وفي الوقت نفسه يجب على صاحب الخطاب الدعوي الإعلامي أن ينأى بنفسه عن المداهنة والتردد، ويثبت على منهجه، بل ويتخذ موقفاً هجومياً على الباطل ابتداءً "متى تجلت نكارته وظهر اضطرابه".

 

هذا، وقد اختتم المؤتمر أعماله في ساعة متأخرة من مساء الجمعة بعد مارثون طويل من الكلمات وورش العمل واللقاءات المفتوحة التي استعرضت العديد من الموضوعات التي تهم الأمة الإسلامية، وجرى حولها نقاشات معمقة، من خلال فعاليات المؤتمر التي خرج بها الحضور بجملة من التوصيات، أفردت لتنفيذها لجنة متخصصة، ينتظر أن تلتئم مجدداً لبحث سبل تفعيل تلك التوصيات.