أنت هنا

19 ذو القعدة 1432
المسلم- وكالات

شنت القوات التابعة لمعمر القذافي السبت هجوما مضادا مباغتا على قوات المجلس الوطني الانتقالي في مدينة سرت ما أجبرها على التراجع عن آخر معاقل القذافي في تلك المدينة الساحلية المحاصرة منذ أسابيع.

قالت وكالة فرانس برس إن مقاتلو المجلس الوطني تراجعوا بشكل فوضوي نحو كيلومترين إلى مقر القيادة العامة للشرطة في هذه المدينة الواقعة على بعد 360 كلم شرق طرابلس.

وبعد قصف عنيف بالصواريخ والمدفعية تمكنت كتائب القذافي من إجبار قوات الثوار التابعة للمجلس الوطني على التراجع عن أطراف حي "الدولار" وحي "الرقم 2" اللذين كانت وصلت إليهما مساء الجمعة. وغطى الدخان الأسود الكثيف سماء هذين الحيين اللذين يقعان شمال غرب المدينة.

وأفاد مستشفى ميداني على الطرف الغربي لمدينة سرت أن قتيلا وعشرة جرحى سقطوا في هذا الهجوم المضاد لقوات القذافي.

وطوال النهار كان هذان الحيان عرضة لقصف عنيف بصواريخ جراد وبالرشاشات الثقيلة.

وقال أحد قادة لواء مصراتة التابع للثوار: "إن المقاتلين التابعين للقذافي باتوا محصورين في مساحة لا تتجاوز الكيلومتر والنصف وبإمكاننا الاستيلاء عليها خلال يوم واحد إلا أن ذلك سيكلفنا مئة قتيل لذلك أفضل طريقة هي إرهاقهم بالقصف".

وقرر قادة المجلس الانتقالي بعد اجتماع عقدوه السبت إرجاء الهجوم الشامل على الحيين في سرت في مسعى للقبض على أقطاب النظام السابق أحياء حيث يعتقدون أنهم يتحصنون في الحيين، حسبما قال قائد بارز السبت.

فقد قال وسام بن حميد قائد عمليات الجبهة الشرقية عقب الاجتماع "المقاومة من هذين الحيين شديدة لأننا نعتقد أن هناك أربعة إلى خمسة أشخاص مهمين داخلهما".

وتابع: "نحن متأكدون أن (ابن القذافي ومستشار أمنه) المعتصم و(وزير الدفاع المخلوع) أبو بكر يونس في الداخل".

وأضاف: "نعتقد أيضا أن سيف الإسلام القذافي والقذافي نفسه ربما كانا في الداخل، ونريد القبض عليهم أحياء لتسليمهم للقضاء بدلا من أن نقتلهم".

وتحظى سرت بأهمية خاصة بالنسبة للمجلس الانتقالي إذ صرح أنه سيرجئ إعلان تحرير ليبيا وبدء الانتقال إلى حكومة منتخبة إلى أن تسقط المدينة.

وتأتي تلك الهجمات المباغتة في سرت في أعقاب هجوم مفاجئ آخر شنته كتائب القذافي يوم الجمعة لدى ظهور لها مستغرب في العاصمة طرابلس التي تم تطهيرها من النظام السابق في أغسطس الماضي.

وقال سكان بالمنطقة إن مجموعة من نحو 50 مسلحا ظهرت في حي أبو سليم الذي يعتبر مركزا لمؤيدي القذافي، وأخذوا يرددون شعارات مؤيدة للعقيد المخلوع.

وأدت هذه الاشتباكات إلى سقوط ثلاثة قتلى فضلا عن الجرحى، كما دفعت السلطات المؤقتة إلى شن حملة يوم السبت من أجل تطهير العاصمة من المسلحين الموالين للقذافي.