
تجاهل الرئيس الفلسطيني محمود عباس توجيه الشكر لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أو للمقاومة عن جهودها في تحرير الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم من سجون الاحتلال "الإسرائيلي" إلى الضفة الغربية وغزة والخارج في إطار صفقة لإطلاق الجندي الصهيوني جلعاد شاليط.
وخاطب عباس حشودا ضخمة من الفلسطينيين جاءوا لاستقبال 96 أسيرا أفرج عنهم إلى الضفة، وذلك أمام مقر المقاطعة (مركز الحكم) في رام الله، قائلا إنه يحي السلطات المصرية على دورها في إتمام الصفقة، كما يحي الشعب الفلسطيني ويحي الأسرى الذين كان لهم دور كبير في إطلاق المصالحة الفلسطينية.
وتذكر عباس الأسير أحمد سعادات قائد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والأسير مروان البرغوثي القيادي بحركة فتح، وهما لم توافق السلطات "الإسرائيلية" على إدراجهم في الصفقة، مؤكدا: "سنراهم قريب جدا". وتابع: "نريد أن نرى قريبا أيضا الأسير إبراهيم حماد والأسير عباس السيد"، وهما من حماس.
ولم ينس عباس –الذي لم يكن له أي يد في صفقة تحرير الأسرى- التحدث عن ما يعتبره أهم إنجازاته في الوقت الحاضر وهو التقدم للأمم المتحدة بطلب عضوية دولة فلسطين على حدود عام 67، مذكرا بضرورة وقف الاستيطان، وهو الشرط الذي يضعه لاستئناف المفاوضات مع "الإسرائيليين".
وقال عباس إن تلك الدولة ستضع قضية الأسرى في الأولويات، مشيرا أن "هناك اتفاق بيننا وبين الحكومة الإسرائيلية على (إطلاق) دفعة أخرى" من الأسرى.
واعتبر عباس أن "الفضل كل الفضل لشهدائنا الأبرار الذين نترحم عليهم، ونطلب لهم الرحمة والغفران".
ووجه تحية إلى الأسرى الفلسطينيين عموما، مؤكدا "أنهم من أطلق المصالحة الفلسطينية الوطنية من خلال وثيقة العمل الوطني".
ولم يتطرق عباس في خطابه إلى دور حماس في إنجاز هذه الصفقة وتحرير الأسرى، أو دور فصائل المقاومة التي أسرت الجندي شاليط على تخوم غزة قبل خمسة أعوام. لكن المتحدث باسم حماس حسن يوسف الذي وقف إلى جوار عباس على ذات المنصة، أشار في كلمته إلى توجيه الشكر إلى "شعبنا الفلسطيني في غزة" دون التصريح بالشكر للمقاومة الفلسطينية، فيما قد يشير إلى قيود فرضتها السلطة الفلسطينية في رام الله على المتحدثين.
وكانت الدائرة الإعلامية التابعة لمفوضية الإعلام لحركة فتح قد وضعت خطة هدف إلى تشويه صورة صفقة تبادل الأسرى والتقليل من الإنجاز الكبير الذي حققته، وذلك من خلال التركيز على بعض الأسرى القدامي الذين لم تشملهم الصفقة، إلى جانب قيادي الفصائل سعادات والبرغوثي.
وكذلك اهتمت فتح بالتركيز على أن الصفقة لم تشمل الأسيرات الموقوفات دون أحكام في مراكز اعتقال تابعة للاحتلال، وهن الواتي اعتقلن خلال الشهور الماضية.
وكانت حماس قد اشترطت إطلاق جميع الأسيرات الفلسطينيات لإتمام الصفقة، وأبلغتها قوات الاحتلال بأن عدد الأسيرات 27 فقط، دون أن تأتي بالذكر على 9 فلسطينيات محتجزات دون أحكام، وبرر الجانب "الإسرائيلي" ذلك في وقت لاحق بأن هؤلاء الفلسطينيات لا يمكن توصيفهم بأنهن سجينات لأنه لم تصدر ضدهم أحكام قضائية.
واهتم عباس في خطابه اليوم إلى الإشارة إلى هؤلاء الأسيرات، قائلا إنه سيسعى لتحريرهم.
ويعتقد أن فتح، وعلى رأسها عباس، تسعى لتقليل المخاطر والأضرار التي لحقت بشعبيتها عقب نجاح حماس في الإفراج عن أسرى فشلت كل محاولات فتح التفاوضية من إطلاق سراحهم طوال 18 عامًا من بدء اتفاق أوسلو عام 1993.