أنت هنا

23 ذو القعدة 1432
المسلم- الجزيرة/ وكالات

تمكنت قوات المجلس الوطني الانتقالي الليبي من التحرير الكامل لمدينة سرت الليبية آخر معاقل كتائب العقيد المخلوع معمر القذافي، بعد هجوم بدأته في وقت مبكر من اليوم. وأعلن الثوار تحرير المدينة بعد سقوط الحي رقم 2 في قبضتهم، وهو الحي الأخير الذي استعصى عليهم لأيام.

وأورد الموقع الإلكتروني لفضائية الجزيرة أنباء تحرير مدينة سرت بالكامل.

وجددت قوات الانتقالي هجومها على سرت المحاصرة منذ أسابيع بعد أن أجبرتها قوات موالية للزعيم المخلوع معمر القذافي تتحصن في مسقط رأسه على التقهقر قبل يومين.

وكان القتال في سرت يهدف إلى القضاء على آخر جيوب لأنصار القذافي المناوئين للثورة الليبية التي أنهت حكم القذافي بعد أن حكم البلاد على مدى 42 عاما بقبضة حديدية.

وسقط وابل من صواريخ جراد ونيران المدفعية والدبابات على مواقع موالية للقذافي في وسط سرت يوم الأربعاء.

وعندما سئل أحد مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي في الجبهة عن سبب بطء تقدم القوات الحكومية في سرت أجاب: "كل ما نفكر فيه هو الإمساك بالقذافي الجرذ. نحن نتحرك ببطء.. خطوة خطوة. لقد صبرنا طوال 42 عاما".

واستخدم مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي ترسانة من الأسلحة البدائية. ووصلت يوم الأربعاء جرافة إلى الجبهة وقد ثبت عليها برج دبابة ودعمت الجوانب بألواح من الصلب.

وكبر مقاتلو الحكومة بينما كانت الجرافة تتجه نحو حواجز مؤقتة من السيارت وحاويات السفن التي وضعتها القوات الموالية للقذافي.

وأثار إخفاق المجلس الوطني الانتقالي في السيطرة على سرت بعد نحو شهرين من السيطرة على العاصمة طرابلس تساؤلات بشأن قدرته على بسط سيطرته على كل أجزاء البلاد مما أرجأ إطلاق برنامج الديمقراطية الذي وعد به.

وسيطرت قوات المجلس يوم الاثنين على المعقل الآخر الرئيسي للقذافي وهي بلدة بني وليد الصحراوية التي أبدى فيها موالون للزعيم المخلوع مقاومة منذ شهرين.

وكادت قوات المجلس الوطني الانتقالي قبل عدة أيام تعلن الانتصار في سرت لكنها أجبرت يوم الثلاثاء على التراجع في بعض الأماكن في مواجهة النيران المكثفة.

لكن بعد يوم استعادت قوات المجلس الوطني الانتقالي أراضي خسرتها وحققت المزيد من المكاسب وللمرة الأولى أصبحت القوات الحكومية التي تهاجم من الشرق ومن الغرب ترى بعضها البعض عبر المنطقة التي تسيطر عليها قوات القذافي.

وتحدث مقاتلون عن قوات للقذافي تطلق عليهم النار وهي ترتدي ملابس مدنية لذلك كثفوا الإجراءات الأمنية وبدأوا يطلعون على وثائق الهوية للجميع في الجبهة حتى الصحفيين.

لكن في مواجهة قوة منظمة مثابرة افترض الكثير من مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي أن المدافعين ربما يكونون في حراسة هدف كبير ربما يكون القذافي ذاته.
وتساءل بعضهم: "ما السبب الاخر الذي يدعو قناصا لمهاجمة دبابة؟"