
أكد طبيب اشترك في تشريح جثة الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي ان أخصائيين بالطب الشرعي الليبي قاموا بتشريح جثة القذافي الذي قتل الاسبوع الماضي.
وقال الطبيب الذي طلب عدم نشر اسمه "عملنا طول الليل. انتهينا لتونا." ولم يكشف عن نتيجة التشريح.
وأضاف الطبيب ان القذافي توفي متأثرا باصابة ناجمة عن عيار ناري.
وتابع "من الواضح أن وفاته ناجمة عن اصابته بعيار ناري." ولم يذكر أي تفاصيل عما اذا كانت الوفاة ناجمة عن الطلق الناري على ما يبدو في الناحية اليسرى من رأس القذافي.
وزاد: "هناك عدة مسائل أخرى. علينا رفعه (التقرير) الى النائب العام. كل شيء سيعلن ولن يتم اخفاء أي شيء."
ونفذ التشريح في مشرحة بمدينة مصراتة الواقعة على بعد نحو 200 كيلومتر شرقي العاصمة طرابلس.
وقال مسؤولون محليون ان جثة القذافي ستعاد الان الى وحدة التبريد بالسوق القديمة في مصراتة التي كانت تعرض فيها الجثة على الملا في الاونة الاخيرة.
من جهة أخرى, قال خبراء انه سيتعين على حكام ليبيا الجدد بذل جهد كبير للعثور على أصول ومليارات الدولارات السائلة أخفاها معمر القذافي وعائلته في شتى انحاء العالم ثم سيواجهون عراقيل قانونية كبيرة لاستعادتها كاملة.
وكان مسؤولون أمريكيون قالوا منذ أن بدأت قوات المعارضة القتال للاطاحة بالقذافي من السلطة ان الامم المتحدة ودولا أعضاء بالمنظمة الدولة رصدت وجمدت أصولا بنحو 19 مليار دولار يعتقد أنها كانت تحت سيطرة القذافي أو مساعدية.
لكن فيكتور كومراس الخبير السابق في غسل الاموال بالامم المتحدة ووزارة الخارجية الامريكية قال ان تقديرات أخرى تشير الى أن أصول القذافي في الولايات المتحدة وحدها تبلغ نحو 30 مليار دولار الى جانب حيازات كبيرة في أوروبا وجنوب أفريقيا.
وقال كومراس "القذافي لم يكن ساذجا.. الاموال الواضحة والسهلة التي احتفظ بها في بنوك ومؤسسات مالية غربية رصدت بالفعل الى حد كبيرة وجمدت."
وأضاف أن القذافي قام "على الارجح بنقل مبالغ كبيرة الى حسابات بأسماء وهمية أو أرقام سرية أو صناديق أمانات أو ودائع مكدسة بالعملات أو معادن نفيسة أو مقتنيات وأعمال فنية يمكن بيعها" شأنه في ذلك شأن طغاة اخرين مثل الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وموبوتو سيسي سيكو الرئيس السابق لما تعرف الان بجمهورية الكونجو الديمقراطية.
وأضاف كومراس "العثور على هذه الاموال سيتطلب مهارات متقدمة لرصد الاصول المالية ومع ذلك سيكون من الصعب للغاية العثور عليها."
إلى ذلك, خرجت دعد شرعب، المستشارة الأردنية السابقة للعقيد الليبي الراحل معمر القذافي، عن صمتها، معلنة تحديها للنظام الليبي الحالي أو السابق والحكومة الأردنية بإثبات تورطها بأي قضية مالية أو حتى سياسية طيلة فترة عملها لاثنين وعشرين عاما في ليبيا.
وتحدثت شرعب عن فترة إقامتها في ليبيا، والعلاقة التي جمعتها بالزعيم الليبي الراحل.
وأكدت شرعب اتسام شخصية القذافي بالغرابة، مضيفة بالقول إنها "تستحق الدراسة،" معتبرة أن حالة "جنون العظمة" التي أصابته مؤخرا، خلقها لديه المقربون منه خاصة بإطلاق وصف أنه ملك ملوك إفريقيا، بحسبها.
أما عن علاقة القذافي بأبنائه، فقالت إنها اتسمت بالرسمية جدا لافتة إلى أن أبناءه كان يهابون منه، فيما تحفظت شرعب على تقييم ما آل إليه القذافي بعد الثورة بالقول إن مصيره يقدره أبناء شعبه وهم أقدر على تقييمه."