أنت هنا

26 ذو القعدة 1432
المسلم- وكالات

قتل شخصان في إطلاق نيران وقصف بالعاصمة اليمنية صنعاء يوم الأحد في استمرار للقمع الدامي للاحتجاجات الشعبية المطالبة برحيل الرئيس علي عبد الله صالح. وقتل شخص ثالث بمدينة تعز في حين لم تظهر أي بادرة تشير إلى تباطؤ قتال الشوارع بين القوات الحكومية والجنود ورجال القبائل الذين انحازوا للمعارضة.

وأصيب 14 جنديا على الأقل بجراح يوم الأحد بينهم خمسة من أنصار اللواء علي محسن الذي انشق عن جيش صالح في مارس وألقى بثقله وراء المحتجين. واتهم متظاهرون قناصة تابعين للحكومة باستهداف مخيم الاحتجاج التابع لهم.

وقال شهود عيان إن فتاة صغيرة لاقت حتفها حين سقطت قذيفة على منزل أسرتها وجرحت أمها أيضا. وتبادلت المعارضة والحكومة الاتهام بالمسؤولية عن الحادث.

وبعد هدوء نسبي استمر ثلاثة أشهر، تصاعدت المواجهات مجددا خلال الأسابيع القليلة الماضية بين صالح والمعارضة التي تضم أطيافا متنوعة من الطلاب المتظاهرين وشيوخ قبائل ووحدات منشقة عن الجيش.

ويصر صالح على رفض التوقيع على المبادرة الخليجية، زاعما أنه لا يريد تسليم الحكم إلا لأيد أمينة. لكن صالح يخشى أن يلقى مصير الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك الذي يمكث في السجن ويحاكم بتهم متعلقة بالفساد خلال فترة حكمه إلى جانب تهم قتل المتظاهرين السلميين خلال الثورة الشعبية التي أطاحت به في 11 فبراير. ورغم أن المبادرة الخليجية تعطيه حصانة من الملاحقة القضائية لكن صالح يخشى من أنه إذا ترك الحكم فإنه ستظهر مبررات أخرى لملاحقته قضائيا، خاصة وأن المعارضة تعبر عن رفضها القاطع لهذا الشرط وتصر على ضرورة محاكمته كمجرم حرب.

ويوم أمس قالت مصادر طبية وعسكرية إن ما لايقل عن 25 شخصاً من مدنيين وعسكريين قتلوا في أعمال عنف واشتباكات اندلعت السبت بالعاصمة صنعاء، بعد أن شنت قوات صالح قصفا مدفعيا على أحياء الحصبة والنهضة وصوفان ومعسكر الفرقة المدرعة الأولى شمالي صنعاء، حيث كان هذا الهجوم هو الأعنف منذ بدء المواجهات والتوتر العسكري في العاصمة.

وألحق القصف المدفعي والصاروخي الحكومي دماراً كبيرا في منازل السكان وممتلكاتهم وفي البنية التحتية لشمالي العاصمة. كما سقطت عدة قذائف لأول مره في عدة أحياء مجاورة لساحة التغيير ولمعسكر الفرقة المدرعة الأولى التابعة لرجال القبائل، بينما يستمر نزوح المدنيين عن منازلهم إلى أماكن آمنة جنوبي العاصمة والمناطق الريفية.