
رفضت تركيا يوم الأحد عرضا "إسرائيليا" بتقديم مساعدات لها بعد الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب شرق البلاد في وقت مبكر من الأحد. وقال مسؤول تركي إن بلاده تلقت عروضا بالمساعدة من عشرات الدول لكنها أحجمت عن قبولها.
وكشف وزير الدفاع "الإسرائيلي" إيهود باراك في تصريحات للقناة الثانية "الإسرائيلية" إن انقرة رفضت عرض المساعدة الذي قدمته "إسرائيل"، قائلا: "لدى انطباع أن الأتراك لا يريدون قبول مساعدتنا".
وأضاف: "في الوقت الراهن (ردهم) سلبي لكن إذا رأوا أنهم يحتاجون إلى مزيد من المساعدة ولا يجدونها أو إذا أعادوا النظر في الأمر فقد قدمنا العرض وسنظل مستعدين (للمساعدة)".
وقال مسؤول بوزارة الخارجية التركية في وقت لاحق إن تركيا تلقت عروضا بالمساعدة من عشرات الدول بعد الزلزال الذي بلغت قوته 7.2 درجة وأنها أحجمت عن قبول المساعدة من أي دولة.
لكن الوضع بالنسبة لـ"إسرائيل" حاسم، حيث لا تزال تركيا تنتظر منها اعتذارا عن قتلها 9 نشطاء أتراك العام الماضي عندما كانوا على متن قافلة أسطول الحرية المتوجهة إلى غزة لكسر الحصار الصهيوني المفروض عليها وتقديم المساعدات الإنسانية لأهل القطاع.
وعلى المستوى الدبلوماسي ينظر للمساعدات والمعونات باعتبارها وسيلة للتحكم في القرارا السياسية والسيادية للدولة، حيث غالبا ما تفرض الأطراف المتبرعة شروطا تتعلق بإنفاق المعونات وبقضايا أخرى داخلية تخص الدولة المتلقية.
ويعتبر الأتراك رفض تلقي المساعدات مسألة "كرامة" لا يريد الشعب التنازل عنها، إذ طالما كان للأتراك اليد السباقة في إغاثة المنكوبين حول العالم، وقد تجلى ذلك في الدور الكبير الذي شاهمت به تركيا في إغاثة الصومال من المجاعة التي تضربه منذ أسابيع والتي أودت بحياة الآلاف.
وصباح الأحد ضرب زلزال بقوة 6.6 على مقياس ريختر الجزء الجنوبي الشرقي من البلاد، وسط توقعات بأن حصيلة القتلى بلغت نحو 1000 قتيل في إقليم فان الذي تأثر بالزلزال.
وقال رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو إنه طلب من كل أفرع الحكومة عرض أي مساعدة ممكنة على الشعب التركي. وقال: "أعتقد أن هذا ما يجب أن يفعله الجيران مع بعضهم البعض".
واتصل الرئيس "الإسرائيلي" شمعون بيرس بنظيره التركي عبد الله جول في وقت سابق يوم الأحد فيما يعتقد أنها أول محادثة من نوعها منذ طرد السفير "الإسرائيلي" من تركيا، على خلفية رفض "إسرائيل" الاعتذار عن مقتل الناشطين الأتراك ودفع دية لأهلهم.