كشف مسؤول استخباراتي مصري سابق أن القاهرة رفضت طلباً "إسرائيلياً" بضم عدد من الجواسيس "الإسرائيلين" المسجونين في مصر إلى صفقة مبادلة الجاسوس إيلان جرابل بـ25 مصرياً محتجزين في السجون "الإسرائيلية". يأتي ذلك بعدما أكدت مصادر "إسرائيلية" التوصل إلى اتفاق المبادلة.

وقال بيان لمكتب رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو إن "إسرائيل" ومصر توصلتا إلى اتفاق لمبادلة 25 سجينا مصريا مقابل ضابط الموساد جرابل الذي يحمل الجنسيتين الأمريكية و"الإسرائيلية" والذي تحتجزه مصر منذ يونيو الماضي.

وقال البيان "الإسرائيلي" أنه ما زال ينبغي اعتماد الصفقة من مجلس الوزراء المصغر المعني بالشؤون الأمنية وهو ما يتوقع على نطاق واسع أن يتم في جلسة من المقرر عقدها يوم الثلاثاء.

وتم التوصل إلى الصفقة بعد أيام من صفقة تبادل الأسرى التي توسطت فيها مصر بين "إسرائيل" وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وأفرج بموجبها عن الجندي "الإسرائيلي" جلعاد شاليط مقابل أكثر من ألف أسير فلسطيني.

وأكد مسؤولون مصريون أيضا إتمام الاتفاق، حيث قال مصدر في القاهرة إن المبادلة ربما تتم هذا الأسبوع. وقال مسؤول "إسرائيلي" شارك في المحادثات إن من المتوقع إجراء المبادلة يوم الخميس فور موافقة الوزراء "الإسرائيليين".

وقال المسؤول: "في إطار الجهود التي تقوم بها إسرائيل ومصر وبمساعدة الولايات المتحدة وافقت مصر على إطلاق سراح إيلان جرابل. ووافقت إسرائيل بناء على طلب مصري على الإفراج عن 25 سجينا مصريا" بينهم ثلاثة أطفال.

يذكر أن عدد المصريين المحتجزين داخل السجون "الإسرائيلية" يصل إلى 78 شخصاً، بعضهم متهمين في قضايا جنائية.

واعتقل جرابل (27 عاما) في مصر واتهم بأنه كان يتجسس لتجنيد عملاء ومراقبة الأحداث في الثورة التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك حليف الولايات المتحدة و"إسرائيل" في فبراير.

من ناحية أخرى، كشف اللواء سامح سيف اليزل الوكيل السابق لجهاز المخابرات العامة المصرية، أن "الإسرائيليون" طلبوا من السلطات المصرية ضم الجاسوس عودة ترابين، بالإضافة إلى أربعة آخرين متهمين بالتجسس على مصر لصالح "إسرائيل"، إلى صفقة جرابل.

ونقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن سيف الليزل قوله إن من بين المجموعة التي طالبت إسرائيلي بضمها للصفقة الأردني بشار أبو زيد.

وذكر المسؤول الاستخباراتي السابق الذي كان على اطلاع وثيق على المفاوضات بين الجانبين المصري و"الإسرائيلي"، أن الصفقة استجابت لجميع الطلبات المصرية، منها أمور عسكرية وأمنية، استجاب إليها الجانب "الإسرائيلي"، إلا أنه رفض الإفصاح عن طبيعتها نظراً لـ"سريتها".

ويقضي عودة ترابين، وهو "إسرائيلي" من أصل مصري، عقوبة السجن لمدة 15 عاماً، بموجب حكم صدر بحقه عام 1999، بعد إدانته بتهمة "نقل معلومات عسكرية حساسة لإسرائيل"، و"محاولة تجنيد مصريين للعمل مع المخابرات الإسرائيلية، مقابل دولارات أمريكية مزيفة".

وفي 13 أكتوبر الجاري، كشفت مصادر متطابقة في مصر و"إسرائيل" عن اتصالات تجري بين القاهرة وتل أبيب، حول صفقة تبادل سجناء، تتضمن إطلاق السلطات المصرية سراح جرابل، مقابل الإفراج عن نحو 81 مصرياً محتجزين بسجون الدولة العبرية.