28 ذو القعدة 1432
المسلم/صحيفة القدس/وكالات

 ذكر منصور ضو رئيس الحرس الشعبي للعقيد معمر القذافي أن الأخير قضى أيامه الأخيرة بين الرغبة في التحدي والعيش في الأوهام، وعاش يقتات على أرز ومعكرونة سرقهما حراسه من منازل هجرها أصحابها من المدنيين.

 

وقال ضو أن القذافي ضاق ذرعا بالعيش هربا في مدينة سرت، مضيفا أنه كان يقول "لماذا لا توجد كهرباء؟ لماذا لا توجد مياه؟".

 

وتابع ضو أن القذافي شخصياً لم يطلق رصاصة، مشيرا إلي اقتراحه ومساعدين آخرين علي العقيد فكرة ترك حكم البلاد لكنه وابنه المعتصم رفضا هذا الخيار.

 

ولفت ضو إلي أن بعض أنصار العقيد صوروه على أنه راغب في القتال حتى النهاية، كاشفا عن عدم مشاركته في القتال، وأنه فضل بدلا من ذلك القراءة وإجراء مكالمات من خلال هاتف يعمل عبر الأقمار الصناعية.

 

وكشف ضو أن القذافي لجأ إلى سرت بعد دخول طلائع الثوار إلى طرابلس، نافيا اختفاء العقيد في سراديب تحت الأرض.
وأوضح أنهم كانوا يتنقلون كل 3 او 4 أيام من مكان إلى آخر بحسب تطور المعارك في المدينة المحاصرة، مؤكدا أن القذافي لم يكن خائفا بل كان في قمة التوتر.

 

وزاد ضو أن مؤيدي القذافي كانوا كثر لكن شدة المعارك دفعتهم للرحيل عن المدينة، مشيرا إلي أن العقيد الليبي لم يكن يمانع خروجهم بل كان يتم التنسيق مع الثوار لخروجهم بأمان.

 

وعن كيفية ايصاله الرسائل الصوتية إلى قناة "الرأي"، قال ضو أن القذافي كان يتصل بابنته عائشة وتسجل هي الرسالة ثم ترسلها إلى القناة.

 

وحول آخر يوم في حياة القذافي، قال ضو أن الثوار حاصروهم في الحي الثاني لكنهم نجحوا في الخروج إلي منطقة جارف ـ مسقط رأس القذافي ـ ، مشيرا إلي اضطرارهم للترجل من السيارات بسبب شدة الاشتباكات مع الثوار.

 

وتابع أن السيارات كانت تقل القذافي ووزير دفاعه أبو بكر يونس وولداه وخمسة من الحراس والمتطوعين.

 

من جهة أخرى, كشفت وثائق سرية ان الاستخبارات البريطانية تعتقد ان اعتقال اثنين من قادة الثوار الليبيين وتسليمهم الى نظام القذافي بمشاركة جهاز الاستخبارات البريطانية الخاريجة أم 6، عزز تنظيم القاعدة وساعد جماعات مسلحة على استهداف القوات البريطانية في العراق. 

 
وتثير الوثائق التي عُثر عليها في منزل السفير البريطاني المهجور في طرابلس تساؤلات جديدة عن دور بريطانيا في القبض على معارضين لنظام القذافي وتسليمهم اليه وتعرضهم للتعذيب.

 

وتواجه بريطانيا الآن دعاوى قانونية بشأن ضلوعها في مخطط القبض على عبد الحكيم بلحاج قائد الجماعة الليبية الاسلامية المقاتلة الذي يتولى الآن قيادة المجلس العسكري في مدينة طرابلس، ونائبه سامي السعدي. ويقول الاثنان انهما تعرضا للتعذيب والسجن بعد تسليمهما الى القذافي.

 

وتبين احدى الوثائق ان اجهزة الاستخبارات كانت تراقب عناصر الجماعية الليبية الاسلامية المقاتلة منذ وصولهم الى بريطانيا بعد محاولتهم الفاشلة لاغتيال القذافي عام 1996، وتوصلت الى ان هدف الجماعة هو اسقاط النظام واقامة دولة اسلامية.