أنت هنا

1 ذو الحجه 1432
المسلم/صحيفة عكاظ

 أفتى الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين العلامة بحرمة رفع الشعارات السياسية أو تسيير المظاهرات وإثارة النعرات والعبث بأمن الحج.

 

 وقال فضيلته «جعل الله هذه البلاد التي يقام فيها الحج بلاد أمن وسلام حتى ينعم المسلم بأداء مناسك الحج بروحانية وراحة كبيرة لا يخالطها أي منغص».

 

وأضاف في حديث لصحيفة عكاظ «فموسم الحج هو موسم لأداء فريضة دينية عظيمة، والجدال فيه يعتبر مساسا بالركن الخامس من أركان الإسلام، فالحج من أعظم شعائر الإسلام وأحد أركانه الخمسة، واستغلال هذه الفريضة لأغراض سياسية مشبوهة أو لتحقيق أهداف ومآرب لا علاقة لها بمقاصد الحج الشرعية، يخرج هذه العبادة عن حقيقتها، ويخالف أحكام الشريعة الإسلامية».

 

وتابع الشيخ القرضاوي «وأوجب الله سبحانه وتعالى على عبادة المؤمنين البراءة من المشركين في كل وقت وحين، وقد أنزل الله سبحانه وتعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين} قال ابن كثير في تفسيره: لما رجع رسول الله من غزوة تبوك وهم بالحج، ثم ذكر له أن المشركين يحضرون عامهم هذا الموسم على عادتهم في ذلك، وأنهم يطوفون بالبيت عراة، فكره مخالطتهم، فبعث أبا بكر الصديق، رضي الله عنه، أميرا على الحج هذه السنة، ليقيم للناس مناسكهم، ويعلم المشركين ألا يحجوا بعد عامهم هذا، وأن ينادي في الناس ببراءة، فلما قفل أتبعه بعلي بن أبي طالب ليكون مبلغا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكونه عصبة له». وزاد:إن «الأحاديث جاءت بأن البراءة كانت من أربعة أشياء: أن لا يطوف بالكعبة عريان، ومن كان له عهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فعهده إلى مدته، ولا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة، ولا يحج بعد عامنا مشرك».

 

 وأفاد بأن هذا هو المشروع في أمر البراءة، الذي صحت به الأحاديث، وما قاله علماء التفسير.

 

وأكد على أن القيام بالمسيرات والمظاهرات في موسم الحج في مكة المكرمة لإعلان البراءة من المشركين، لم يفعله الصحابة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع.

 

وكانت السلطات السعودية قد حذرت من أنها لن تسمح بأي عبث بأمن الحجاج وسلامتهم خلال موسم الحج.

 

وقال أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل في مؤتمر صحفي "لن نسمح بأي شيء يعكر صفو الحج، ولذلك لن نسمح بأي عبث أو شغب أو فوضى في موسم الحج أو في غيره".

 

وأضاف الفيصل الذي يرأس اللجنة المكلفة بالإشراف على شؤون الحج "بالنسبة للتحديات الأمنية في الحج، فسبق أن سمعنا وسنسمع في هذا العام من وزير الداخلية أن أهم مسؤوليات هذه البلاد هي الحفاظ على راحة الحاج وسكينته وأمنه"، وأشار إلى أن المملكة "واجهت مثل هذا التحدي مسبقا وكانت لها الغلبة دوما".

 

وأوضح أن التزايد المرصود يوميا في إحصائيات قدوم الحجاج، يتطلب مواصلة بذل أقصى الجهد والاستعداد المتواصل لمواكبة متطلبات تقديم الخدمة المميزة لجموع القادمين من ضيوف الرحمن.

 

وتستقبل الأراضي المقدسة أكثر من 1.5 مليون مسلم سنويا من جميع أنحاء العالم لأداء شعائر الحج.

 

يشار إلى أن الحجاج الإيرانيين دأبوا على تنظيم تظاهرة يسمونها "البراءة من المشركين" في موسم الحج وتحولت إحدى هذه المظاهرات إلى صدامات دامية في عام 1987.