
طالبت الاحتجاجات يوم الجمعة في سوريا مجددا بالحماية الدولية، بعد أن أعطى مقتل العقيد معمر القذافي الأسبوع الماضي على يد الثوار في ليبيا دافعا من الأمل للسوريين بالتخلص من النظام الشمولي. وقتل 40 مدنيا اليوم على الأقل عندما أطلقت قوات الرئيس بشار الأسد النار على احتجاجات خرجت بعد صلاة الجمعة في مدينتي حماة وحمص.
وأفاد الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بأن التظاهرات خرجت في المدينتين رغم الانتشار الأمني والعسكري الكثيف فيهما، مؤكدين مقتل 40 مدنيا على الأقل بنيران القوات الأمنية.
وأضافوا أن المحتجين طالبوا بحماية دولية من حلف شمال الأطلسي الذي أدت طائراته دورا أساسيا في إسقاط الزعيم الليبي المخلوع القذافي.
وقال نشطاء إن احتجاجات مماثلة تفجرت في أنحاء سوريا بعد صلاة الجمعة.
وعزز مقتل القذافي الأسبوع الماضي الاحتجاجات المطالبة بتنحي الرئيس السوري باعتبار أن كلاهما كان يدعم الآ9خر وكلاهما شن حملة دموية على المحتجين.
وكان للقذافي علاقات وثيقة بالأسد الذي أرسل دبابات وقوات لسحق سبعة أشهر من الاحتجاجات المطالبة بإنهاء 41 عاما من حكم عائلة الأسد.
وظهر تمرد مسلح أيضا في الأسابيع الماضية، بانشقاق عناصر من الجيش النظامي الذين رفضوا قتل المدنيين، وتحولهم إلى تنظيم مسلح تحت اسم "الجيش السوري الحر"، حيث بدأوا في تنفيذ عمليات ضد القوات النظامية التي تهاجم المدنيين، لا سيما في المناطق الريفية وفي مدينة حمص التي يقطنها مليون شخص وتبعد 140 كيلومترا شمالي دمشق، حيث يهاجم الجيش وميليشيات موالية للأسد الأحياء القديمة التي تشهد احتجاجات منتظمة.
وقال سكان محليون إن طائرات هليكوبتر أطلقت نيران الأسلحة الآلية والصواريخ على أحياء سكنية في حمص هذا الأسبوع في تصعيد للعملية العسكرية.
وردد محتجون في حي باب تدمر بمدينة حمص هتافات تقول: "الله سوريا الحظر الجوي بدنا فيها".
وحمل متظاهرون في حي الخالدية لافتات مكتوب عليها: "حظر جوي ومنطقة عازلة مطلب مشروع لحماية المدنيين".
وفي حماة قال نشطاء ومقيم إن الموالين للأسد أطلقوا النار على مظاهرة تطالب بالإطاحة به بمجرد انطلاقها من مسجد عبد الرحمن بن عوف.
وقال ناشط رفض الكشف عن اسمه خشية تعرضه للقمع: "هاجموا الاحتجاج على الفور لأن المسجد قريب من حي الحميدية القديم حيث كانوا لا يريدون التقاء الاحتجاجين".
وأضاف: "منذ أن احتل الجيش الميدان الرئيسي في حماة بدأ تنظيم الاحتجاجات في أحياء منفصلة".
وتعرضت حماة للهجوم من قبل القوات الحكومية في بداية شهر رمضان في أغسطس لإنهاء مظاهرات تطالب بالديمقراطية. وكانت حماة شهدت مقتل نحو 30 ألف شخص عام 1981 في مذبحة قام بها الجيش ضد أهالي المدينة السنة وعناصر جماعة الإخوان المسلمين، كانت الأكثر دموية في تاريخ سوريا الحديث.
وتصاعدت حدة الانتقادات الدولية مع ارتفاع أعداد القتلى في صفوف المدنيين في سوريا. لكن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي أحجموا بشكل كبير عن التصريح بإمكانية التدخل العسكري في سوريا لحماية المدنيين. ويرى محللين أن موقفهم ينبع من ضرورة دعم الأسد الذي يمثل صمام الأمان للكيان الصهيوني، مع مخاوف من أن تحرير سوريا من قبضته سوف يملي مطالبة الشعب السوري باسترداد منطقة الجولان المحتلة من "إسرائيل".