5 ذو الحجه 1432
المسلم- وكالات

أعلن حزب النهضة الإسلامي الفائز في الانتخابات التونسية عن بداية تبلور "نواة تحالف ثلاثي" يجمع "النهضة" وحزبي "المؤتمر من أجل الجمهورية" و"التكتل الديموقراطي"، لتشكيل الحكومة الجديدة.

وقال الشيخ راشد الغنوشي زعيم الحزب في تصريحات له من الدوحة إن "نواة تشكلت لتحالف حكومي مقبل يتمثل في حركة النهضة وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية بالإضافة إلى حزب التكتل الديموقراطي وهو قابل للتوسع"، مؤكدا أن "المفاوضات لا تزال في بداياتها".

وقطر هي أول دول يزورها الغنوشي بعد فوز حزبه في انتخابات اختيار أعضاء المجلس التأسيسي في تونس. وقد استقبله أمير البلاد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وولي العهد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وحول ما راج عن اعتراض حليفيه على استمرار أي وجه من الحكومة الحالية، قال الغنوشي: "من الطبيعي أن يدخل كل طرف إلى المفاوضات بأجندة ليس بالضرورة أن ينتهي إليها".

وكان منصف المرزوقي زعيم المؤتمر من أجل الجمهورية (يسار قومي) شدد في مقابلة صحافية نشرت الأحد في تونس على وجوب أن يترك رئيس الوزراء المؤقت الباجي قائد السبسي و"الوجوه القديمة في الحكومة" المجال لغيرهم لخدمة تونس في المرحلة الانتقالية الجديدة.

وجاءت تصريحاته بعد الإشارة إلى احتمال ترشيح قائد السبسي (84 عاما) لتولي رئاسة الدولة في المرحلة الانتقالية الثانية منذ الثورة.

وقال المرزوقي أيضا أن الحوار الدائر مع حزب النهضة الإسلامي وحزب التكتل الديموقراطي (يسار وسط) يهدف إلى الاتفاق "بشأن خارطة الطريق الخاصة بالمرحلة القادمة وهي تتعلق بتنظيم السلطات العمومية وتحديد صلاحيات رئيس الدولة ورئيس الحكومة ومدة عمل المجلس" التأسيسي.

ويتردد اسما منصف المرزوقي ومصطفى بن جعفر مع أسماء أخرى لتولي منصبي رئيس المجلس التأسيسي ورئيس الجمهورية الموقت.

وسياق آخر، قال الغنوشي إن "المجال الذي يستوجب البدء بالإصلاح الفوري في تونس هو مجال القضاء"، معتبرا أن "شأنه شأن القضايا الكبيرة، ينبغي أن يخضع القضاء إلى حوار وطني واسع يحدد مكامن إصلاحه".

وقال إن حركته ترى أن المحسوبين على النظام السابق "ينبغي أن يعاملوا كأفراد بعيدا عن الانتقام الجماعي".

وأضاف في هذا الصدد: "سنعمل على قاعدة المسؤولية الفردية ومن ثبت أنه ارتكب جريمة كنهب الثروات أو غيرها فأمره موكول إلى القضاء أما البقية فهم مواطنون عاديون".

وإلى جانب القضاء، شدد الغنوشي على أن "التعليم والثقافة والإعلام والتشغيل هي أيضا ملفات كبيرة تحتاج إلى حوارات وطنية واسعة بغرض إصلاحها".

وعن السياسة الخارجية التي تعتزم حركة النهضة اتباعها وما إذا كانت ستعطي الأولوية للتيارات الإسلامية الصاعدة في الدول المجاورة، قال الغنوشي "سنتحدث مع دول وليس مع تيارات سياسية".

وأضاف: "للأحزاب علاقاتها وللدول علاقاتها والانتخابات نقلتنا للتفكير بمنطق الدولة ولم نعد نفكر بمنطق الحزب".

ونوه الشيخ راشد الغنوشي إلى أنه سيعمل على أن تكون تونس "قريبة من النموذج التركي مع خصوصيات تونسية".

وقال: "سنعمد إلى نظام ديموقراطي إسلامي" مشيرا إلى أن أفكاره التي ضمنها في كتبه كانت "مصدرا من مصادر التجربة التركية" التي ينظر إليها في العالم العربي بإعجاب.