
أبحرت قافلة "أمواج الحرية إلى غزة" أمس من تركيا وعلى متنها عدد من الناشطين الدوليين المطالبين برفع الحصار عن غزة والعازمين على كسر هذا الحصار. وأعلن سلاح البحرية "الإسرائيلي" أنه سيمنع وصول القافلة إلى غزة.
وتضم القافلة سفينتين تحملان 27 ناشطا دوليا بينهم أستراليين وكنديين وأيرلنديين وأمريكيين وفلسطينيين.
وقالت جين هيرشمان وهي ناشطة من نيويورك إن القافلة تبحر "في مياه البحر المتوسط متجهة إلى غزة". وأشارت إلى أنها تأمل بوصول القافلة لغزة يوم الجمعة القادم.
وقالت هيرشمان في اتصال تليفوني إن القافلة التي تحمل إمدادات طبية أبحرت سرا صباح الأربعاء تحاشيا لأي محاولات لإيقافها.
وكان ناشطون قد حاولوا إرسال قافلة أخرى إلى غزة في يونيو لكن السفن التسع أوقفت.
واعترضت البحرية "الإسرائيلية" بعضها بينما منع بعضها من الخروج من الميناء أو أصيبت بأضرار مريبة قبل إبحارها أو انسحبت من القافلة وسط تكهنات بأن منظمي القافلة خضعوا لضغوط سياسية.
وأضافت هيرشمان: "نود التيقن من أن بوسعنا الوصول إلى المياه الدولية ولا نريد من أي حكومة التدخل".
وكانت السفينة الأيرلندية ساويرس من بين السفن التي أصابتها أضرار قبل أن تبحر في القافلة السابقة. وكان بول ميرفي العضو الاشتراكي في البرلمان الأوروبي من بين الناشطين على متن السفينة في هذا الوقت أيضا.
وقال منظمون في جماعة أوستوغزة في بيان أرسلوه عبر البريد الإلكتروني: "وصلت السفينة الكندية تحرير والسفينة الأيرلندية ساويرس بنجاح إلى المياه الدولية لتبدأ موجة الحرية إلى غزة. السفينتان خرجتا من تركيا وهما في البحر المتوسط".
وأكد مسؤول بوزارة الخارجية التركية إبحار السفينتين من الساحل الجنوبي التركي بعد أن طلبتا الإذن بالإبحار إلى جزيرة رودس.
وقال المسؤول إن السفينتين لا ترفعان العلم التركي وأن ربانيهما غير تركيين وليس على متنهما ركاب أتراك.
وقال مسؤول حكومي "إسرائيلي" إن إسرائيل لن تسمح للسفن بالوصول إلى قطاع غزة.
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "لن يسمح لها (السفن) بخرق الحصار... الحصار مستمر ولن يسمح بأي استثناءات". وقال إن اسرائيل "ستتخذ كل الإجراءات الضرورية".
وقالت اللفتنانت كولونيل افيتال لايبوفيتش وهي متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي للصحفيين تليفونيا "علينا أن نقيم الموقف لنرى إن كنا نواجه ركابا يلجأون إلى العنف". ومضت تقول إن "إسرائيل ترى أن القافلة تمثل "استفزازا".
وأوضحت أن سلطات الاحتلال ستعرض تفريغ أي إمدادات من المعونة لتوصيلها إلى غزة.
ويأتي هذا التحدي للحصار الذي تفرضه "إسرائيل" على قطاع غزة خلال فترة من تصاعد التوتر في منطقة شرق البحر المتوسط.
وغضبت تركيا لرفض "إسرائيل" الاعتذار عن مقتل تسعة أتراك عندما هاجمت قوات كوماندوس "إسرائيلي" السفينة مافي مرمرة التركية التي كانت ضمن أسطول الحرية حاملة مساعدات إلى غزة في مايو 2010.
كما لم ترض تركيا عن النتائج التي أعلنت في أغسطس لتحقيق أجرته الأمم المتحدة في الواقعة وزادت من وجود سفنها الحربية في شرق البحر المتوسط.
ويقبع قطاع غزة تحت حصار قاتل فرضته سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" منذ عام 2007 وتعاونت معه في السابق الحكومة المصرية إبان عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، من خلال الإصرار على إغلاق معبر رفح ومنع القوافل الإنسانية من المرور.