أنت هنا

7 ذو الحجه 1432
المسلم/وكالات/موقع سوريون

ذكرت مصادر صحفية أن المعارضين السوريين أبدوا تشككهم في قدرة النظام السوري على تغيير أساليبه في التعامل مع المعارضة بشكل مفاجىء، بعد إعلان الجامعة العربية أمس عن قبول دمشق لخطة الجامعة والتي تلزمها بوقف العنف والدخول في محادثات مع المعارضة خلال أسبوعين.

 

وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية ، إن رد الفعل المباشر لإعلان الجامعة العربية عن قبول نظام الرئيس السوري بشار الأسد للخطة العربية ظهر أمام مقر الجامعة العربية في ميدان التحرير بالقاهرة، حيث ردد محتجون مناهضة للحكومة السورية.

 

وأشارت الصحيفة إلى تفاصيل الخطة العربية والتي تلزم نظام الأسد بسحب كافة مدرعاته ودباباته من شوارع المدن السورية ووقف استخدام العنف ضد المتظاهرين المدنيين وكذلك الإفراج عن المعتقلين السياسيين الذين قدرت الجامعة عددهم بنحو سبعين ألفا، على أن تتبنى الجامعة حوارا بين النظام والمعارضة السوريين في مقرها بالقاهرة فور تنفيذ النظام السوري للاجراءات السابقة.

 

وأضافت الصحيفة أن النظام السوري كان يرغب في عقد الحوار مع المعارضة في دمشق بحيث يمكنه اختيار الأطراف المشاركة فيه، غير أن الجامعة العربية اقترحت في خطتها أن يكون مقرها بالقاهرة هو ساحة الحوار بين النظام السوري ومعارضيه، الذين لم يتضح بعد مدى تكاتفهم ووقوفهم طرفا واحدا في أي محادثات قد تعقد مع نظام الأسد، إذا ما التزم الأخير بوقف العنف على نحو فوري.

 

ونقلت الصحيفة عن أحد رموز المعارضة السورية أديب شيشكلي قوله “النظام السوري فقد مصداقيته، وأن الثوار والنشطاء السوريين سوف يرفضون المقترح العربي حتى وإن قبله المجلس الوطني السوري”، موضحا أن المجلس الوطني لم يتلق عرضا بالمقترح العربي حتى الآن.

 

وقال شيشكلي “لقد وصلنا في سوريا إلى نقطة اللاعودة، فنظام الأسد كان دائم التمسك بالوعود في الوقت الذي يزيد فيه حجم القمع والعنف”.

 

من ناحية أخرى، أشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى استمرار أعمال العنف في سوريا بالتزامن مع اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة لبحث الملف السوري، حيث لاحت في الأفق حالتين يشتبه في كونهما عمليات قتل جماعي على أساس طائفي تسببت في مقتل 20 شخصا، الأمر الذي قد يمثل أخطر حلقات العنف الطائفي في البلاد منذ اندلاع الإحتجاجات في مارس الماضي، كما قد يؤدي إلى تأجيج حالة التوتر بين الجموع التي تعاني من القمع الوحشي من قبل النظام السوري.

 

وكان النظام السوري قد خرق صباح اليوم المبادرة العربية بشن قصف مدفعي ودباباتي على أحياء في بابا عمرو وغيرها بحمص وهو ما أسفر بحسب الهيئة العامة للثورة السورية عن سقوط أربعة شهداء وعدد من الجرحى، ورأت المعارضة أن خرق النظام السوري للمبادرة في الوقت الذي أعلن الجيش السوري الحر التزامه بها يؤشر على صحة وصوابية مواقفها السابقة أن النظام السوري لن يلتزم بأي اتفاق وأنها يسعى إلى شراء الوقت، ورآى مراقبون أن عدم سحب الاسلحة الثقيلة من الشوارع والمدن دليل آخر على أن النظام يمارس غير ما يعلن، سيما وأن المبادرة العربية افتقرت إلى الآليات من أجل مراقبة تنفيذ الاتفاق .

 

وقد دعت لجان التنسيق المحلية التي تمثل حركة الاحتجاج السورية ضد نظام الرئيس بشار الاسد في الداخل الى “التظاهر السلمي” الجمعة.

 

واعلنت لجان التنسيق في بيانها انها “تدعو ابناء الشعب السوري الى التحقق من نوايا النظام من خلال استمرارهم في اشكال الاحتجاج كافة”.

 

ودعا البيان “القوى الثورية كافة الى العمل من أجل تنسيق الجهود لتنظيم مظاهرات واعتصامات شاملة” مضيفا “ليكن يوم غد الجمعة يوم التظاهر في كل الساحات والشوارع، ومواصلة الكفاح اللاعنفي حتى اسقاط النظام”.

 

واعربت لجان التنسيق عن “تشكيكها في جدية قبول النظام السوري لبنود مبادرة الجامعة العربية مشيرة الى ان سقوط قتلى في اعمال قمع الاحتجاجات الاربعاء “يؤكد نوايا (النظام) الحقيقية في الاستمرار بمواجهة الحراك الثوري السلمي بالقتل والعنف”.