
أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما الخميس أن الولايات المتحدة ستوسع دورها في تشكيل مستقبل منطقة المحيط الهادئ الآسيوية، مع زيادة الوجود العسكري فيها، قائلا: "نحن هنا لنبقى".
وأضاف أوباما في خطاب ألقاه أمام البرلمان الأسترالي في إطار زيارته لمنطقة جنوب شرق آسيا لمشاركة في قمة آسيان: "لدينا مصالح دائمة في هذه المنطقة ما يتطلب وجودنا الدائم هنا أيضا.. الولايات المتحدة هي قوة في المحيط الهادئ، ونحن هنا لنبقى".
وفي خطابه أوضح أوباما أن التوسع العسكري يمثل أولوية قصوى في أعقاب حربي العراق وأفغانستان، "حتى في الوقت الذي تواجه الولايات المتحدة عجزا في الميزانية وديونا اتحادية متصاعدة".
ويوم الأربعاء، أعلنت حكومة أوباما عن اتفاق مع أستراليا من شأنه توسيع التعاون العسكري بين الحليفين، وتعزيز الوجود الأمريكي في المنطقة.
وكانت رئيسة الوزراء الاسترالية جوليا غيلارد قالت الأربعاء إن الولايات المتحدة سترسل المزيد من القوات إلى شمال أستراليا بموجب اتفاقية عسكرية جديدة تقضي في نهاية المطاف بوجود 2500 جندي أمريكي في أستراليا بحلول عام 2016. هذا بالإضافة إلى وجود 28 ألف جندي أمريكي في كوريا الجنوبية و 50 ألفا في اليابان.
وكان نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي، بن رودس، قال في وقت سابق إن "الوجود الأمريكي مهم لاستمرار التنمية السلمية بالمنطقة ومواصلة التدفق الحر للتجارة، واستمرار القدرة على التعامل مع أنماط من التحديات قد تنبثق من هذا الجزء بالعالم".
وتقول الولايات المتحدة إن انتشارها العسكري في هذه المنطقة سيساعد على سرعة التعامل مع الكوارث الطبيعية، كما حدث في زلزال وتسونامي اليابان بمارس الماضي، والتصدي للقرصنة في جنوب شرقي آسيا، لكن الكثيرون يتخوفون من الطموحات الاستعمارية خاصة في مجال الاقتصاد في تلك المنطقة.
وسيبدأ مشاة البحرية الأمريكية "مارينز" استخدام المنشآت العسكرية في ميناء داروين الأسترالي، الواقع على بعد 820 كيلومترا فقط من إندونيسيا، لأغراض التدريب والمناورات، ما يعني أنه سيتحول إلى قاعدة عسكرية أمريكية بأمر الواقع. كما ستعزز البحرية الأمريكية وجودها بزيادة عدد السفن الحربية التي ستتمركز في منشآت حربية أسترالية قرب "بيرث"، غربي أستراليا.
ولن تشمل اتفاقية واشنطن وكانبيرا قاعدة أمريكية دائمة في أستراليا لكنها ستشهد مرور المزيد من القوات الامريكية عبر أستراليا مما يجعل الوصول إلى منطقة بحر الصين الجنوبي أسهل من انطلاق القوات الأمريكية من قواعدها في اليابان وكوريا الجنوبية.
وقد ترى بكين في الخطوة دليلا أكبر على محاولة واشنطن تطويق الصين بقواعد أمريكية في اليابان وكوريا الجنوبية وبارسال قوات إلى أستراليا.
وفيما عبرت الصين عن عدم رضاها عما أعلنه أوباما، أقر الرئيس الامريكي بمخاوف الصين لما تراه محاولة من واشنطن لتطويقها متعهدا بمزيد من التعاون مع بكين.