
كشفت مصادر ليبية عن أسرار جديدة في عملية اعتقال سيف الإسلام نجل العقيد الليبي الراحل معمر القذافي في منطقة صحراوية قريبة من الحدود المشتركة لليبيا مع النيجر والجزائر.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية عن المصادر أن سيف الإسلام ومرافقيه كانوا يعتزمون التوجه صوب النيجر وفقا لترتيب مسبق مع الساعدي القذافي شقيق سيف الموجود منذ نحو شهرين في النيجر ، وحصل مؤخرا على حق اللجوء السياسي على أراضيها.
وقال عبد الله ناكر ، رئيس مجلس ثوار طرابلس للصحيفة إن عملية اعتقال سيف الإسلام أحبطت عملية تهريبه إلى النيجر ، حيث كان يفترض أن يكون شقيقه الساعدي في انتظاره على الجانب الآخر من الحدود الليبية النجيرية.
وأوضحت المصادر أنه قبل نحو أسبوع من اعتقاله ، نجح الثوار في زرع أحدهم داخل الفريق الصغير العدد المرافق لسيف الإسلام القذافي ، من دون أن يشك أحد منهم في هوية وأهداف العميل الذي يتحفظ الثوار في الوقت الراهن على الكشف عن هويته لأسباب أمنية.
وبالإضافة إلى هذا العميل المجهول الهوية ، جرت عملية تنصت واسعة النطاق للتجسس على المكالمات الهاتفية التي يتم إجراؤها في محيط المنطقة التي اعتاد نجل القذافي أن يتنقل فيها.
وذكرت الصحيفة أن سيف الإسلام أجرى قبل يوم واحد فقط من اعتقاله مكالمتين هاتفيتين مع بقية أفراد أسرته الموزعين ما بين النيجر والجزائر.
وأفادت بأن المخابرات البريطانية لعبت ، على ما يبدو ، دورا رئيسيا ، لكن من وراء الستار ، في توفير المعلومات الاستخباراتية المبدئية للثوار حول المكان المحتمل أن يكون فيه نجل القذافي.
وكانت المعلومات التي وفرها العميل المجهول الهوية برفقة سيف الإسلام القذافي وافية ومناسبة تماما لكي تتحرك قوة صغيرة من الثوار ضمت 15 رجلا على متن ثلاث سيارات ، حيث تم اعتراض خط سير نجل القذافي الذي كان ضمن سيارتين مع أربعة من مرافقيه في الصحراء على بعد نحو 70 كيلومترا من بلدة أوباري النفطية الصغيرة في نحو الساعة الواحدة والنصف من صباح يوم الجمعة الماضي.
وتقول المصادر إن سيف لم ينبس ببنت شفة وإنه التزم الصمت وهو يمتثل لتعليمات آسريه.
وقال العاجمي علي العثيري ، قائد سرية خالد بن الوليد التابعة لكتيبة أبو بكر الصديق التي اعتقلت نجل القذافي ، إنه طلب منهم خلال إلقاء القبض عليه إطلاق رصاصة على رأسه أو نقله إلى مدينة الزنتان.
من جهتها, كشفت صحيفة "ديلي ستار صندي"، اليوم، أن جواسيس من جهاز الأمن الخارجي البريطاني "أم.آي.6" ساعدوا باعتقال سيف الإسلام القذافي، في إطار عملية تنصت كلّفت 25 مليون جنيه إسترليني (حوالي 39 مليون دولار).
وقالت الصحيفة إن العملية السرية أُطلق عليها اسم "إكس"، لعدم تسريب أية أدلة عنها، واستخدمت أحدث تكنولوجيا الإستخبارات الإلكترونية للتنصت على سيف الإسلام وأصدقائه وأفراد اسرته، والذي كان يختبئ في الصحراء منذ شهر تقريباً.
واضافت أن الإختراق حصل حين أجرى سيف الإسلام مكالمتين هاتفيتين واحدة تلو الأخرى ليؤكد لمتلقيها أنه بمكان آمن، سمحت لعملية التنصت المشتركة البريطانيةـالفرنسية بتحديد مكان وجوده.
وأشارت الصحيفة إلى أن جهاز "أم.آي.6" البريطاني تمكن من تحديد المكان الذي يختبئ فيه سيف الإسلام بدقة، باستخدام المعدات السرية البالغة قيمتها 25 مليون جنيه استرليني.
ونسبت إلى مصدر أمني بريطاني قوله إن سيف الإسلام "ارتكب خطأً وكنا بانتظاره، وعندما يقوم شخص ما بالإنسحاب من المشهد لا يستطيع مقاومة الرغبة في الاتصال بأفراد مقربين منه ليبلغهم أنه على ما يرام، ومكننا ذلك من التعرف على جميع الهواتف وأجهزة الإتصال التي بحوزته".
واضاف المصدر الأمني "أن سيف الإسلام كان مستهدفاً من قبلنا، لكن كان من الضروري أن يقوم الليبيون بإلقاء القبض عليه، لأنه كان الساعد الأيمن وعضواً رئيسياً في نظام والده".
إلى ذلك, اكد سيف الاسلام في شريط فيديو بث الاحد على الانترنت انه اصيب في يده في غارة شنها حلف شمال الاطلسي على موكبه فيما كان يفر من مدينة بني وليد التي تبعد 170 كلم جنوب شرق طرابلس.
وقال سيف الاسلام الذي اعتقل ليل الجمعة السبت في جنوب ليبيا "فيما كنا نغادر بني وليد، استهدفتنا غارة للتحالف الصليبي (الاطلسي). استشهد 26 من شباننا واصيب الاخرون بجروح بالغة".
واظهرت مشاهد عدة بثت لسيف الاسلام الذي تلاحقه المحكمة الجنائية الدولية، ان اصابع عدة في يده اليمني كانت مضمدة.