
افتتحت يوم الثلاثاء بالعاصمة تونس أولى جلسات المجلس التأسيسي الذي انتخب الشهر الماضي. وجاءت الجلسة بعد أن توصل حزب النهضة الإسلامي الفائر بأكبر عدد من المقاعد مع شريكيه في الائتلاف الحاكم إلى اتفاق بشأن شغل المناصب الثلاث العليا في الدولة، مؤكدا أن انتخابات جديدة ستجرى في غضون عام.
ووصف رئيس الجمهورية المنتهية ولايته فؤاد المبزع في كلمة أمام أعضاء المجلس التأسيسي يوم الثلاثاء بأن هذه "الجلسة موعد فعلي للانتقال الديمقراطي ولحظة فارقة في تاريخ" تونس.
وأصبحت تونس مهدا للربيع العربي حين أطاح محتجون ببن علي في 14 يناير الماضي قبل أن تجري تونس أول انتخابات حرة الشهر الماضي أفرزت فوز حركة النهضة بأغلبية الأصوات.
وطالب الرئيس المنتهية ولايته أعضاء المجلس التأسيسي بالوفاء لدماء الشهداء وتغليب المصلحة العامة والانتماء للوطن.
وستكون مهمة المجلس التأسيسي صياغة دستور جديد لتونس على أن يتم تنظيم انتخابات عامة في وقت لا يتجاوز عاما.
وجرت الجلسة الأولى بحضور عائلات شهداء الثورة من بينهم أم محمد البوعزيزي مفجر ثورة تونس الذي أحرق نفسه احتجاجا على ظروفه المعيشية السيئة وسياسات حكومة بن علي التي تسببت بها.
وحضر الجلسة أيضا رئيس الحكومة المنتهية ولايته الباجي قايد السبسي وأعضاء حكومته إضافة إلى رئيس الجمهورية الجديد المنصف المرزوقي، ورئيس الوزراء الجديد حمادي الجبالي ورئيس المجلس التأسيسي مصطفي بن جعفر.
وكان شركاء الحكم، المتمثلين في حزب النهضة وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، قد أعلنوا أمس أنهم توصلوا إلى اتفاق لشغل المناصب الثلاثة العليا في الدولة.
وقال نور الدين البحيري المتحدث باسم حزب النهضة إن حمادي الجبالي الأمين العام لحزب النهضة سيشغل منصب رئيس الوزراء.
وسيتولى المنصف المرزوقي -رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الشريك في الائتلاف- منصب رئيس الدولة، بينما سيصبح مصطفى بن جعفر زعيم حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات الشريك الثالث في الائتلاف- رئيسا للمجلس التأسيسي.
وقال البحيري إن الائتلاف توصل أيضا إلي اتفاق لتنظيم انتخابات في غضون فترة لا تزيد عن عام.
وأثناء انعقاد جلسة المجلس التأسيسي في العاصمة تونس، تظاهر خارج مقره مئات من التونسيين للضغط على المجلس لتحقيق مطالبهم، حيث قال بعض المتظاهرون إنهم أتو للتوصيل رسالة إلى المجلس التأسيسي "احذروا فنحن لكم بالمرصاد إن زغتم عن السكة الصحيحة".
ورفع المتظاهرون شعارات مكتوب عليها: "تونس تونس حرة والتطرف على بره" و"لا تنسوا حقوق المرأة" ورددوا شعارات "الشعب يريد الثورة من جديد" و"لا ارهاب ورجعية الشعب يريد دولة مدنية".