
قالت قبائل ليبية يوم الأربعاء إنها لن تعترف بالحكومة الجديدة بعد يوم من الإعلان عن تشكيلتها الوزارية التي أذكت خلافات بين المناطق والقبائل، والتي تجاهلت الإسلاميين وركزت على الليبراليين الموالين للغرب.
وأعورغم أن رئيس الوزراء المكلف عبد الرحيم الكيب قال إن تشكيلته الوزارية استهدفت إرضاء القبائل الليبية المختلفة ووضعت في الاعتبار مصالح الجماعات والكتل، إلا أن مؤشرات لمعارضة الحكومة طفت فورا على السطح.
أما القوى الإسلامية في البلاد التي تم تجاهلها تماما في التشكيلة الوزارية رغم بروز دورهم بشكل كبير في الانتفاضة المسلحة التي أطاحت بحكم العقيد المقتول معمر القذافي إلا أنها لم تبد معارضة قوية لتشكيلة حكومة الكيب، واقتصرت الاعتراضات على مجموعات إسلامية صغيرة اشتكت من تجاهلها.
وصباح الأربعاء، تجمع نحو 150 شخصا للاحتجاج أمام فندق بمدينة بنغازي في شرق ليبيا حيث توجد مكاتب المجلس الوطني الانتقالي. ورفع المحتجين لافتات تندد بـ"حكومة الغرباء".
وقادت المظاهرة مجموعة من أفراد قبيلتي العواجي والمغاربة الذين غضبوا لعدم تعيين ممثليهم في مناصب مهمة.
ودعت مجموعة تحمل اسم المؤتمر الليبي للأمازيغية إلى تعليق كافة العلاقات مع المجلس الوطني الانتقالي بسبب تشكيل الحكومة.
والأمازيغ أقلية عرقية عانت من الاضطهاد في عهد القذافي وتضغط من أجل مزيد من الاعتراف بلغتها وثقافتها في ليبيا الجديدة.
وفي مدينة جادو التي تقطنها أغلبية من الأمازيغ بجبل نفوسة جنوب غربي طرابلس تجمع نحو 30 شابا في ميدان بوسط المدينة لحشد أشخاص للسفر إلى العاصمة للمطالبة بتمثيل أكبر.
وكان جبل نفوسة واحدا من أوائل المناطق التي ثارت على حكم القذافي.
ومن جانبه، قال رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل في مؤتمر صحفي إن المجلس لم يعمد إلى تجاهل أو استبعاد أو تهميش أي كيان أو مكان أو عرق وأن ليبيا للجميع.
وأضاف أنه يتعين مؤازرة هذه الثورة وأنه يطلب من الجميع التحلي بالصبر.
وبدورها، رحبت الدول الغربية بالحكومة الجديدة معتبرة أنها ستوجه ليبيا نحو الديمقراطية.
وتشير اختيارات المجلس الوطني الانتقالي للاشخاص الذين شغلوا المناصب الوزارية إلى تقديم الانتماء للمناطق على الخبرة أو التاريخ المهني. إذ تم اختيار أشخاص مغمورين نسبيا على حساب العديد من المسؤولين المعروفين.
وقال قائد ميليشيا تعد إحدى أقوى مجموعتين مسلحتين في طرابلس تحاولان استغلال قوتهما المسلحة في كسب نفوذ سياسي إن رجاله سيحترمون الحكومة الجديدة.
وقال عبد الله ناكر رئيس مجلس ثوار طرابلس إن تشكيل الحكومة كان إيذانا بتحول ميليشيات المتمردين السابقين من الحرب إلى السياسة.
وكان دبلوماسيون أجانب يتوقعون أن يتولى منصب وزير الخارجية نائب مندوب ليبيا بالأمم المتحدة إبراهيم الدباشي. لكن المنصب ذهب إلى عاشور بن خيال وهو دبلوماسي غير معروف من مدينة درنة بشرق ليبيا وهي معقل مناهض للقذافي منذ فترة طويلة.
ولم يتول علي الترهوني الأكاديمي الذي كان يقيم في الولايات المتحدة وعاد من المنفى لإدارة حقيبتي النفط والمالية خلال الحرب ضد القذافي أي مناصب في الحكومة الجديدة.
وتولى حسن زقلام المسؤول التنفيذي بقطاع النفط وزارة المالية في حين أصبح عبد الرحمن بن يزة المسؤول التنفيذي السابق بشركة إيني الإيطالية وزيرا للنفط.
وتولى منصب وزير الدفاع أسامة الجويلي قائد المجلس العسكري للزنتان بغرب ليبيا. وبرز اسمه كمرشح لهذا المنصب مؤخرا بعد نجاح الوحدات التي يقودها في اعتقال سيف الإسلام الذافي مطلع هذا الأسبوع.