
قال الشيخ الدكتور ناصر العمر ، المشرف العام على موقع المسلم ، في تعليق على الحوادث المؤسفة الأخيرة في مدرسة ( براعم الوطن ) بجدة وطالبات جامعة حائل ، أن ما ينتظر من الجهات الرسمية هو إجراءات عملية حازمة و قرارات جذرية تتناسب مع هذه المصائب عاجلا و آجلا ، وليس مجرد تصريحات ووعود عاطفية ينتهي أثرها بعد أيام .
وتقدم الشيخ العمر بتعازيه لذوي الضحايا ، وقال ( أسأل الله أن يجبر مصابهم ويغفر لموتاهم ، و أن يخلف عليهم خيرا، و أن يشفي مرضاهم ، و أوصيهم بالصبر والاحتساب والاسترجاع حتى ينالوا الأجر العظيم الذي وعد الله به الصابرين ، قال سبحانه ( الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المفلحون ) وكذلك ما وعد به المصطفى صلى الله عليه وسلم للصابرين ومن أصيب بمصيبة في أحاديث صحيحة عديدة .
ورأى الشيخ العمر أن مثل هذه الحوادث يمكن أن تقع وبشكل متكرر في أي قطاع من القطاعات أو جهة من الجهات حين تنشغل عن مهامها ومسئولياتها الأساسية وأولوياتها الكبرى لصالح قضايا هامشية بل وذات نتائج سلبية كانشغال وزارة التربية والتعليم بالاختلاط و المخيمات والنشاطات الكشفية للبنات و إرسال أبنائنا وبناتنا للمشاركة في لقاءات دولية مختلطة، ورياضة مدارس البنات، مما يخالف المهمة الأساس لتلك الوزارة ، بل ونظامها المعتمد من ولاة الأمر. فمن الطبيعي أن يكون ذلك على حساب أمور استراتيجييه مما يتعلق بحفظ الأرواح و التعليم وتأهيل المعلمين والمعلمات ومعالجة المشكلات الكبرى مثل تكدس الطلاب و النقل المدرسي وسوء المباني ونقص المقومات الأساسية فيها وغير ذلك.
وذكر الشيخ العمر أن ما جرى سابقا في حوادث مشابهة من معالجات وقتية غير جذرية لا يبعث إلى التفاؤل في أن تتخذ إجراءات صارمة تجاه الحوادث الأخيرة وقد تموت القضية مع الوقت دن حلول أو خطط بعيدة المدى . ودعا الشيخ العمر في أن تبدأ المعالجة الجذرية باختيار الرجل المتخصص بالتربية و التعليم،فلا يترأس جهة تختص بالفتوى إلا عالم شرعي، والأطباء لا يقودهم إلا طبيب،والمهندسون لا يرأسهم إلا مهندس، فهذه قضايا بدهية تتوافق المنطق والعقل و مع احتياجات الواقع وتجارب الدول الناجحة ، والتعليم يجب ألا يكون استثناء من ذلك، لحساسيته وصعوبته وحاجته إلى مهارة لا يتقنها غير المتخصصين.
وختم الشيخ العمر كلمته بدعاء الله تعالى أن يحفظ علينا ديننا و أمننا واجتماع كلمتنا، وأن يحفظ الله بلادنا وبلاد المسلمين من كيد الكائدين،و يوفق ولاة أمرنا لما يحبه ويرضاه،ويسدد على طريق الخير خطاهم،ويرزقهم البطانة الصالحة الناصحة .