أنت هنا

3 محرم 1433
المسلم/العربية نت/وكالات/متابعات

 كشف مستشار عسكري للزعيم الليبي السابق معمر القذافي عن أسرار سقوط العاصمة طرابلس في أيدي الثوار.

 

وأرجع الضابط الروسي إيليا كورينيف، في حوار أجراه مع صحيفة "ارغومينتي نيديلي" الروسية، سقوط طرابلس إلى ما أسماه بـ "أخطاء القذافي" التي سهلت اجتياح قوات الناتو لليبيا وأسقطت طرابلس في أيدي الثوار.

 

وأضاف: من تلك الأخطاء عدم اعتقال الضباط المنشقين عن النظام والاكتفاء بمراقبتهم.

 

 وزاد: "خرجت في مهمة إلى طرابلس ووصلت مع "قافلة" إلى مقر قيادة العقيد الليبي معمر القذافي. وبدأت فورا العمل على تدريب أفراد اللواء المعزز 32، الذي كان ولا يزال بقيادة خميس القذافي. وأعطيت التعليمات الخاصة بحرب الشوارع، وأشرفت على التدريب بنفسي.

 

وبعد أن اتضح تعذر الصمود في طرابلس في شهر يوليو/تموز تقريبا، قررنا المباشرة بتدريب أفراد اللواء على الاشتباك في صدامات مسلحة بمجموعات مستقلة صغيرة سواء في ظروف المدن أو خارج حدود المراكز السكانية. وكان الاهتمام بصورة أساسية بالتدريب على أعمال التخريب".

 

وتابع: "الخطأ ليس في الدفاع، إنما في تقييم النزاع، فقد كان القذافي يعيش في عالمين متوازيين، القذافي لم يصدق بالاعتداء على بلده حتى اللحظة الأخيرة. وحتى في أواسط أغسطس، عندما وجهت ضربات بالقنابل والصواريخ إلى طرابلس والى مدن أخرى، كان يتحدث إلى برلسكوني وساركوزي. وكانا يؤكدان له عدم تعرض طرابلس إلى عملية برية. وكان قد عرض على القذافي قبل بضع سنوات إنشاء منظومة دفاع جوي قوية متكاملة. وكان من الممكن تحقيق هذا من خلال جمهوريات سوفيتية سابقة. ولكنه وجد أن هذا قد يثير غضب الولايات المتحدة وأوروبا".

 

وعن كيفية اقتحام طرابلس يقول الضابط الروسي: " بدأت "خلايا المتمردين النائمة" بإقامة الحواجز في كافة أنحاء المدينة، واقتحام مراكز القيادة وشقق الضباط الذين لم يخونوا القذافي. وبدأت عمليات إنزال وحدات أجنبية في الميناء.

 

وانقطع الاتصال بأحد الأجنحة. وسلم أحد الضباط الكبار موقعه دون معركة. وأمر القذافي بالانسحاب و"عدم إخماد النار بالنار". وعدم تحويل طرابلس إلى محرقة لوحدات الجيش والسكان المسالمين على حد سواء".

 

وأضاف الضابط الروسي: "رفض المئات من الفدائيين تنفيذ هذا الأمر، وبقوا يدافعون عن المدنية، في محاولة لإرهاق الخصم بأقصى درجة، وصرفه عن مطاردة الزعيم والقيادة العسكرية. وبدأ الهجوم، وغادر الجميع القصر بجوار قاعدة باب العزيزية إلى دار صغيرة في جنوب العاصمة. وبعد بضع ساعات غادرنا المدينة بواسطة عدة سيارات باتجاه منطقة آمنة. وتبين أن هذا تم في الوقت المناسب، إذ سقطت على الدار 3 قنابل ثقيلة خارقة للملاجئ على التوالي. وكانت السيارات من نوع جيب عادية، وليس سيارات "مرسيدس" مصفحة خاصة. علما بأنه لا يوجد أدنى شك في أن الأمريكيين كانوا يعرفون مكان وجود القذافي في معظم الحالات. ولكن الصواريخ والقنابل سقطت هناك بعد الخروج بـ5 دقائق. وكانوا بهذا كما لو أنهم يحذرونه من أنه بوسعهم تصفيته في أي لحظة".

 

ويختتم شهادته قائلا: "هناك جوانب نفسية وإعلامية خطيرة جدا لها شأن في التحولات التي حصلت في ليبيا، إذا كانت تحلق في سماء ليبيا بصورة دائمة طائرات أمريكية خاصة بالدعاية، تلقي مناشير".

 

من جهة أخرى, أكد ثوار الزنتان أن سيف الإسلام القذافي بصحة جيدة في محبسه في المدينة.

 

 وصرح شارف الصوعي الزنتاني آمر سرية تجمع ثوار طرابلس بأن «الدين الإسلامي طالبنا بمعاملة الأسير بشكل جيد»، ونفى مجدداً ما قيل عن عرض سيف أموالاً مقابل الإفراج عنه.

 

إلى ذلك، أعلن محمد علي عبد الله نائب الأمين العام للجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا وعضو المجلس الانتقالي الليبي أن الحكومة الانتقالية الليبية تعد قوائم لأسماء المطلوبين المتواجدين بكل من الجزائر تونس ودولا إفريقية فروا إليها خلال الثورة على النظام السابق.

 

وقال محمد علي عبد الله إن الحكومة الحالية متمسكة بطلب تسليم عائلة القذافي المتواجدة بالجزائر ويتعلق الأمر بعائشة القذافي وعقيلته صفية وولديه محمد وهنبعل وبخصوص هذا الأخير استبعد المتحدث الأخبار التي تداولتها مواقع إخبارية عربية بشأن محاولة ضغط الحكومة اللبيبة الحالية على سويسرا لمطالبة الجزائر بتسليمها هنبعل القذافي وإعادة فتح قضيته المتعلقة بالإساءة لخادمين بأحد الفنادق بسويسرا وهو الملف الذي أغلق منذ سنوات.

 

وأضاف أنه لا يعقل أن تطلب الحكومة الليبية الحالية من سويسرا أن تطلب من الجزائر تسليمها هنبعل القذافي، مشيرا إلى أن ليبيا تصر على محاكمة أنصار النظام السابق على أراضيها خاصة المتورطين في ارتكاب مجازر واختلاس أموال الشعب.