
اعترف مسؤول محلي بالصليب الأحمر بتوزيع أغذية فاسدة في الصومال على السكان الذين يعانون من المجاعة، وقدم اعتذارا للشعب الصومالي.
وقال نور سعيد عبدلة، نائب رئيس مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمحافظة شبيلي السفلى، في تصريحات للصحافة، إن اللجنة أرسلت 1700 طن من المواد الغذائية خصيصا للمتضررين من الجفاف في المناطق الجنوبية.
واعترف نور بأن المواد الغذائية انتهت صلاحيتها وموجودة بأكثر من منطقة بمحافظة شبيلي السفلى، وقال "نحن كلفنا لجنة بالتحقق من عدم صلاحية هذه المواد وعلمنا أنها غير صالحة فعلا ونعتذر للشعب الصومالي ولإدارة المحافظة عن هذا الأمر".
وكانت حركة الشباب المجاهدين قد اتهمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتوزيع مواد غذائية فاسدة على النازحين الصوماليين.
وأحرقت الحركة يوم أمس الأربعاء في منطقة "كيلو خمسين" الواقعة جنوبي العاصمة مقديشو كمية من هذه المواد، وقالت إنها جزء من مساعدات كان الصليب الأحمر ينوي توزيعها على 170 ألف أسرة.
وقال المتحدث باسم لجنة الإغاثة التابعة للحركة، الشيخ سلطان محمد، في مؤتمر صحفي عقده في الموقع، إن وحدة الرقابة الصحية بمحافظة شبيلي السفلى نجحت في ضبط المواد الغذائية بالتعاون مع أطباء أجمعوا على فساد هذه المواد وعدم صلاحيتها للاستهلاك.
وأضاف أن مواد غذائية مماثلة أرسلت إلى عدة مناطق جنوب البلاد بغرض توزيعها، غير أن الحركة أوقفتها، وقال إن هذه المواد خطيرة على صحة المواطنين "ولا تصلح حتى أن تكون علفا للحيوانات".
وحمل الشيخ سلطان المسؤولية للصليب الأحمر قائلا "إن هذا الأمر بمثابة إبادة لأن المنظمة كانت على علم بكل العمليات المتعلقة بهذه المواد، بدءا من جلبها من الخارج والاحتفاظ بها في مخازن، وصولا إلى إرسالها للمناطق" التي كانت ستوزع فيها.
ونفى أن تكون حركة الشباب المجاهدين عقبة في إغاثة ومساعدة المحتاجين والمتضررين.
من جهته, قال رئيس وزراء الصومال الدكتور عبد الوالي محمد غاس أنه طلب أثناء زيارته الحالية الى دولة قطر ولقاءاته مع كبار المسؤولين دورا قطريا في شأن تحقيق المصالحة (بين الأطراف الصومالية) واعادة الاعمار.
وقال غاس في تصريح صحافي على هامش زيارته الرسمية لقطر ان امير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني أكد له اهتمام دولة قطر باستقرار دعم الصومال مضيفا أن "امير قطر ورئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني وعدا بتقديم ما يمكن تقديمه للصومال".
ولفت الى أن بلاده "دخلت الآن مرحلة تقاطع طرق وأنها بعدما عانت من حرب أهلية امتدت نحو عشرين عاما تتجه حاليا نحو الاستقرار باذن الله ولهذا جئنا الى هذا البلد الشقيق كي يساهم في اعادة الاعمار والمصالحة وتنمية البلد في كل المجالات".
ووصف غاس الوضع الاقتصادي في بلاده حاليا بأنه "ربما ليس مشجعا لان البلد كانت تعيش حربا أهلية لمدة تزيد على عشرين عاما.. لكن الصومال بلد واعد وزاخر بامكانات هائلة وحافل ايضا بخيارات اقتصادية واستثمارية عدة".
وذكر ان الصومال "يحتاج الان بعدما مالت أوضاعه نحو الاستقرار الى دعم عربي ودولة قطر من الدول التي نرجو أن تنفذ مشاريع كبيرة في الصومال تفيد البلدين وتحقق مصلحة مشتركة".
وعن الأطراف التي ستشملها المصالحة بين الصوماليين وفقا لرؤية الحكومة الصومالية وهل تشمل (مجموعة الشباب) التي تقاتل الحكومة الصومالية قال ان المصالحة تشمل الجميع مضيفا "أن دولة قطر مهتمة باستقرار الصومال ونحن في هذه المرحلة مهتمون بالمصالحة ولا نضع شروطا أو عراقيل أمامها".