
قتل شخصان يوم السبت في استمرار للقصف لليوم الثالث على التوالي بمدينة تعز اليمنية معقل الاحتجاجات المناوئة للرئيس علي عبد الله صالح.
وبذلك يرتفع إلى 21 عدد القتلى الذين سقطوا منذ بدء القصف يوم الخميس الماضي، بحسب تقديرات المعارضة، فيما تقول الحكومة إن عددهم بلغ 17 بينهم جنود. وتحدى عشرات الآلاف القصف ونظموا مسيرة إلى وسط المدينة مطالبين بمحاكمة صالح.
ويقول سكان إن القوات الحكومية أطلقت نيران المدفعية وقذائف الدبابات وصواريخ في المناطق السكنية بغرب تعز يوم السبت لتضرب حصارا على نحو ثلاثة آلاف أسرة في المركز التجاري الذي يبعد نحو 200 كيلومتر جنوبي العاصمة صنعاء.
وتابعوا أن مسلحين موالين للمعارضة ردوا بإطلاق نيران أسلحة خفيفة ومتوسطة.
وقال مسعفون إن شخصين قتلا، أحدهما نشط أصيب بنيران قناصة خلال المظاهرة والثاني عامل في مخبز قتل أمام متجره. وأصيبت امراة أيضا.
وقال مسؤول من حزب صالح إن أعمال العنف تجددت وسط خلافات بين أحزاب المعارضة بشأن تشكيل مجلس عسكري بموجب اتفاق نقل السلطة الذي وقع في الشهر الماضي في السعودية لإنهاء عشرة أشهر من الاحتجاجات.
وسلم صالح السلطة لنائبه عبد ربه منصور هادي الشهر الماضي سعيا لتهدئة المعارضة لحكمه ولكن لم تظهر أي بوادر على انحسار أعمال العنف خاصة مع استمرار قوات صالح التي يقودها نجله في استهداف الاحتجاجات.
وقال مسعفون ومصادر أمنية إن عشرة أشخاص قتلوا في اشتباكات يوم الخميس من بينهم خمسة جنود من القوات الحكومية وقتل خمسة آخرون يوم الجمعة.
ويقدر مركز حقوقي تديره المعارضة عدد القتلى عند 21 شخصا.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عن مصادر أمنية قولها إن جماعات مسلحة وراء هجمات على منشآت حكومية يوم الجمعة بما في ذلك مقر البحث الجنائي وفرع مصلحة الهجرة ومعسكر للجيش في تعز.
وحذر زعيم المعارضة ورئيس الوزراء المكلف محمد باسندوة من أن المعارضة ستعيد النظر في التزامها باتفاق نقل السلطة إذا لم يتوقف القتل في تعز في الجنوب.
وقال باسندوة في بيان إن القتل في تعز عمل متعمد لإفساد الاتفاق الذي وقعته أحزاب المعارضة مع صالح الذي كان تراجع عن توقيع المبادرة الخليجية ثلاث مرات من قبل.
وذكرت الوكالة أن وزير الخارجية البريطاني وليام هيج أبلغ نائب صالح في اتصال هاتفي يوم الجمعة أن بريطانيا تتابع الوضع في اليمن وأعرب عن أمله "في أن تهتم حكومة الوفاق الوطني بعد تشكيلها بتكريس الاستقرار والأمن في العاصمة صنعاء وعواصم المحافظات والمديريات".
وبموجب المبادرة الخليجية يتم تشكيل مجلس عسكري يرأسه هادي يكلف بإدارة القوات المسلحة خلال الفترة الانتقالية. ويتشكل المجلس من عدد متساو من الأعضاء من حزب مؤتمر الشعب العام الذي يتزعمه صالح وتحالف أحزاب اللقاء المشترك المعارض.
ونقلت وكالة سبأ عن هادي دعوته لمحافظ تعز وأحزاب المعارضة للاتفاق على هدنة.
وقال ياسين نعمان رئيس أحزاب اللقاء المشترك إن العنف ناجم عن تأخر تشكيل المجلس العسكري، معتبرا أن نائب الرئيس ينبغي أن يتحرك كرئيس يحظى بتوافق ويتحمل مسؤولية تنفيذ آلية العمل دون إرجاء.