
استبعد حزب النور السلفي المصري تشكيل تحالف ثنائي مع حزب الحرية والعدالة التابع للإخوان المسلمين في البرلمان المقبل، لكنه مستعد للمشاركة في ائتلاف موسع بعد انتهاء الانتخابات في يناير المقبل. وفي تصريحات لوكالة رويترز، قال عماد عبد الغفور رئيس حزب النور إن للحزب رؤيته وقراراته المستقلة عن الإخوان، مشيرا إلى أنه لا يريد أن يكون تابعا لأي قوة سياسية أخرى وأن الاخوان المسلمين قد يحاولون إظهار التيار السلفي في ثوب "المشاغب والمخالف". واحتل التيار السلفي المركز الثاني حتى الآن في الانتخابات التي تستمر حتى العاشر من يناير المقبل، حيث من المتوقع أن يحوز أكثر من 20% من المقاعد. واعتبرت هذه مفاجأة كبيرة للكثيرين داخل مصر، حيث كان من المتوقع أن تحتل الكتلة المصرية، التي تضم تيارات ليبرالية ويسارية وتدعمها الكنيسة، المركز الثاني بعد الإخوان المسلمين. وقال عبد الغفور: "نحن نكره التبعية لأنهم يقولون دائما أنتم تتخذون قراراتكم مثل الإخوان ... نحن بفضل الله لا نتخذ قراراتنا تبعا للإخوان فنحن لنا رؤيتنا". وتابع: "نحن لا نستبعد أن يحاولوا (الإخوان) تهميشنا لأن هذا لاحظناه في بداية الأمر. ولا نستبعد أن الأمر يستمر لإظهارنا بأننا الكتلة المشاغبة ولشيطنة التيار السياسي السلفي وإظهاره بأنه هو المشاغب والمخالف". وللإخوان المسلمين خبرة برلمانية سياسية أكبر بكثير من التيار السلفي الذي كان عازفا عن الحياة السياسية في عهد الرئيس حسني مبارك الذي أطاحت به ثورة شعبية في 11 فبراير الماضي. ودفعت هذه الحقيقة ببعض أبناء التيار السلفي إلى الإعلان عن أنهم سيصوتون لحزب الحرية والعدالة التابع للإخوان المسلمين لأنه ـ بنظرهم ـ أقدر على إدارة المرحلة الحالية وأكثر خبرة على الصعيد السياسي. ورغم تصدر الإخوان النتائج بفارق كبير عن أقرب منافس في المرحلة الأولى من الانتخابات التي أجريت في محافظات وصفت بأنها معقل لكل من الإخوان والسلفيين، توقع عبد الغفور أن يحقق حزبه نتائج أفضل في المرحلتين المقبلتين، مشيرا إلى أنه غير راض عن أداء الحزب خلال المرحلة الأولى من الانتخابات. وأكد أن الحزب سيحصل على نفس نسبة الأصوات على الأقل في المرحلتين القادمتين قائلا "نفس النسبة على أقل تقدير". وسُئل عبد الغفور عن إمكانية التحالف مع الإخوان المسلمين فقال "تجربة الأحزاب الأخرى مع الاخوان كانت مريرة فهم يتناولون الإخوان خلف الكواليس بالذم الشديد...أنا أفضل ائتلافا وطنيا موسعا". وقال إن حزبه مستعد لدخول ائتلاف حكومي موسع يضم كافة الأحزاب والقوى السياسية بما فيها الأحزاب والقوى اليسارية والليبرالية. وقال عبد الغفور: "لو دعينا لتكوين حكومة ائتلاف وطني موسع سنستجيب ... أي مكون سياسي حصل على أكثر من 5% بالمئة لابد أن نستقطبه كي تنطلق الحكومة بقوة وتؤدي بكفاءة". وأشار إلى أن استقلال السلفيين بقراراتهم عن الإخوان المسلمين أفادهم "وظهر هذا في أحداث 19 نوفمبر عندما اتخذ الإخوان قرارا بعدم النزول لكننا قررنا النزول واتضح فعلا أن القرار الذي اتخذناه كان أقوى وأفضل وأفادنا وأظهر أننا قريبين من الثوار ومن الشعب". وكان يشير بذلك إلى تجدد الاحتجاجات في ميدان التحرير على استمرار الحكم العسكري قبل أيام من انطلاق الانتخابات. وللسلفيين عدة أحزاب أبرزها حزبا النور المدعوم من جماعة "الدعوة السلفية" بالأسكندرية. وهناك أيضا حزب الأصالة الذي يمثل السلفيين في القاهرة. وسعى عبد الغفور إلى طمأنة المسيحيين وقال إن الحزب يرى "أن الأقباط لهم ما لنا من حقوق وعليهم ما علينا من واجبات". وقال إنه يرى أن خوف الأقباط من السلفيين غير مبرر موضحا أن هناك أصواتا متطرفة تحاول تخويف المسيحيين من التيار الإسلامي. وقال "من مصلحة الاقباط أن يتواجدوا داخل الحياة السياسية بقوة وأن ينتشروا في الأحزاب الموجودة وأن يدعموا برامجها ... هناك أشخاص يحققون أمجادا سياسية على حسابهم وفي النهاية لن يهتم هؤلاء بقضايا الوطن لا أقباط ولا مسلمين". وقال عبد الغفور إنه يرفض أي حديث عن الدولة العلمانية مشيرا إلى أن "الحزب يوافق على أن تبقى المادة الثانية من الدستور (التي تنص على أن الدين الإسلامي هو المصدر الرئيسي للتشريع) دون المساس بها كحد أدنى".