أنت هنا

11 محرم 1433
المسلم- وكالات

بدأت القوات العسكرية الأمريكية في باكستان أولى خطواتها لإخلاء قاعدتها الجوية التي تطلق منها طائرات بلا طيار لمهاجمة المناطق القبلية واغتيال عناصر المقاومة. يأتي ذلك بينما دعا نواب أمريكيون إلى إعادة النظر في المساعدات الأمنية والاقتصادية التي تقدمها الولايات المتحدة للحكومة الباكستانية.

وقالت مصادر أمريكية وباكستانية أمس إن القوات الأمريكية اتخذت خطوات لإخلاء قاعدة شمسي في إقليم بلوخستان، بعد تلقي إنذار من الحكومة الباكستانية بإخلاء القاعدة بحلول 11 ديسمبر الجاري، بسبب الضربة الجوية التي استهدف فيها حلف شمال الأطلسي (ناتو) في 26 نوفمبر القوات الباكستانية والتي أسفرت عن مقتل 24 جنديا، قال الناتو إنهم قتلوا بطريق الخطأ.

وكانت باكستان قد نقلت أمر الإخلاء إلى إدارة أوباما في بيان صحفي، ثم بدأت الولايات المتحدة الاستعداد لنقل محتمل للعسكريين الأمريكيين من المنشأة.

ونقلت رويترز عن مسؤول عسكري باكستاني، طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول الحديث إلي وسائل الإعلام: "هناك نشاط يحدث في القاعدة بسبب المهلة التي أعطيناها للأمريكيين. إنهم ينقلون بعض المعدات ويجلون أفرادا".

وأكد مصدران آخران قريبان من الحكومتين الباكستانية والأمريكية أن عسكريين أمريكيين بدأوا في تجهيز أفراد ومعدات لمغادرة القاعدة في حال إذا أصر الباكستانيون على مطلبهم.

وقال جورج ليتل المتحدث باسم زارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) يوم الاثنين: "لن نعقب بشكل محدد على شمسي لكننا سنتقيد بالطلبات الباكستانية".

وتستخدم قوات أمريكية بما في ذلك وكالة المخابرات المركزية (سي.آي.إيه) القاعدة الجوية الباكستانية في نقل عناصر عملية سرية أمريكية لمهاجمة تجمعات مشتبه بها لعناصر المقاومة المرتبطة بتنظيم القاعدة وحركة طالبان وشبكة حقاني، وذلك باستخدام طائرات بدون طيار مسلحة بصواريخ.

في ذات الأثناء، دعا عضوان جمهوريان بارزان بمجلس الشيوخ الأمريكي أمس إلى إجراء مراجعة شاملة لعلاقات الولايات المتحدة مع باكستان قائلين إنه يجب إعادة النظر في كل المساعدات الأمنية والاقتصادية إلي إسلام أباد.

وقال جون ماكين ولينزي جراهام -وهما عضوان مؤثران بلجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ- إن على واشنطن أن تكون واقعية بشان العلاقة المتدهورة بين البلدين.

وأضافا إن تصرفات للجيش الباكستاني، مثل دعمه لجماعات للمتشددين –على حد قوله- تلحق ضررا بالقوات الأمريكية وتهدد أمن أمريكا.

وقال ماكين وجراهام في بيان: "حان الوقت لأن تجري الولايات المتحدة مراجعة كاملة لعلاقتها مع باكستان... وعلى وجه الخصوص فإنه يجب أن توضع على الطاولة جميع الخيارات فيما يتعلق بالمساعدات الأمنية والاقتصادية الأمريكية إلى باكستان بما في ذلك تخفيضات كبيرة ومعايير أكثر صرامة للأداء".

وخصصت الولايات المتحدة مساعدات أمنية واقتصادية بقيمة 20 مليار دولار لباكستان منذ 2001 ، حيث تعتبر الحكومة الباكستانية التي يقودها الشيعة أحد أوثق حلفاء الاحتلال الأمريكي لأفغانستان.

وكانت العملية السرية التي قامت بها قوات أمريكية خاصة في بلدة باكستانية في مايو الماضي لاغتيال أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، قد أثارت غضب الحكومة الباكستانية بسبب عدم التنسيق معها.