
قال مستشار سياسي لرئيس الوزراء العراقي الشيعي نوري المالكي في تصريحات صحفية إن المالكي لن يربط مصيره بمصير الرئيس السوري الشيعي أيضا بشار الأسد وسيتعامل مع احتمالات سقوط النظام رغم مخاوفه من تداعيات ذلك الاحتمال.
وقالت صحيفة "الحياة" اللندنية يوم الخميس إن الشيخ عبد الحليم الزهيري، مستشار رئيس الحكومة العراقية للشؤون السياسية والمفاوض الأساسي في تطبيع العلاقات بين بغداد ودمشق بعد مرحلة طويلة من التأزم، لخص موقف بغداد من سوريا بالقول إن "العراق لن يربط مصيره بمصير الأسد وسيتعامل مع كل الاحتمالات، ومنها سقوط النظام على رغم مخاوفه من تداعيات هذا الاحتمال.
وكانت لقاء الزهيري بالرئيس السوري في نهاية عام 2010 مفتاحاً أساسياً لتشكيل حكومة المالكي الأخيرة التي مرت بمخاض عسير قبل أن تظهر إلى النور بعد أشهر طويلة من الانتخابات التي جرت في مارس من ذات العام.
ويرتبط المالكي والأسد بروابط وثيقة رغم الخلافات التي يطلقها كلا النظامين على وسائل الإعلام، لكن ارتباطهما بالنظام الإيراني الشيعي الحاكم في إيران يجعلهما في إطار سياسة واحدة تهدف لإرساء السيطرة الشيعية على المنطقة.
وقال الزهيري للصحيفة إن النظام السوري كان "الطرف الأكثر تشدداً في رفض التجديد للمالكي، مقارنة بمواقف إقليمية وعربية"، إذ أنه كان يفضل إياد علاوي الشيعي الليبرالي المتحالف مع عدة هياكل سياسية سنية وليبرالية.
وأكد أن "الأسد كان الطرف العصي أمام تشكيل الحكومة".
وقال الزهيري إن الموقف الرسمي العراقي من الأحداث في سورية بتسم بالكثير من "التأويل"، معللا بأن "العامل الإعلامي والضغط السياسي يحاول تكريس صورة مفادها أن العراق يعمل من داخل المنظومة الإيرانية الإقليمية"، وهو ما زعم أنه "غير صحيح"، مستدلا بأن "العلاقات بين الحكومة ذاتها ودمشق كانت سيئة جداً لسنوات، على رغم ارتباط الأخيرة بعلاقات إستراتيجية مع طهران".
وتتحكم طهران في السياسة العراقية والمجريات على الساحة الاقتصادية والاجتماعية من خلال نظام المالكي الموالي لها وبرلمان يدين أغلبه بالولاء للملالي في إيران.
وقال الزهيري إن المالكي يأخذ في الاعتبار احتمال سقوط النظام السوري، عبر توجيه دعوة إلى المعارضة لزيارة بغداد، معترفاً ضمناً بدورها، وهذا موقف مختلف عن الموقف الإيراني. لكنه عاد ليقول إن المعارضة "رفضت إعلامياً الدعوة، حتى قبل أن تتلقاها رسمياً، ما يشير إلى تعرضها لضغوط كي لا تلب الدعوة أو قد تكون معبأة بمواقف مسبقة"، على حد تفسيره.
والمعارضة السورية مشكلة من إسلاميين وليبراليين وعلمانيين غالبيتهم من السنة والأكراد. ويدرك أعضاء المعارضة السورية الارتباط الوثيق بين النظامين العراقي والسوري، كما يدركون كون النظام العراقي "الوكيل العربي" للنظام الإيراني في المنطقة.
وتؤيد إيران النظام السوري بالرغم من سقوط أكثر من 3500 قتيلا غالبيتهم من المحتجين المطالبين بإسقاط نظام الأسد في إطار الثورة السورية التي اندلعت في 15 مارس 2011. وازداد التضييق الغربي والعربي على النظام السوري في صورة عقوبات على المسؤولين الرسميين والمقربين منهم، لكن لا يزال الشعب السوري يطالب بالحماية الدولية في ظل قصف الدبابات للمدن والقرى.