
تجددت هجمات المتمردين الحوثيين في منطقة دماج بمحافظة صعدة شمال اليمن على طلاب العلم السلفيين، حيث خرق المتمردون الهدنة واستأنفوا قصفهم بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، في محاولة للسيطرة على جبل البراقة المطل على دماج والذي يعتبر مقرا للسلفيين فيما يحاول الحوثيون السيطرة عليه منذ نحو شهرين.
ونقلت صحيفة "مأرب برس" الإلكترونية عن أبو إسماعيل المتحدث باسم السلفيين في دماج قوله إن أكثر من 6 قتلى و15 جريحا سقطوا حتى فجر الخميس، جراء تجدد القصف الذي بدأ فجر الأربعاء، مشيرا إلى أن هناك العديد من القتلى والجرحى الذين لم تعرف أعدادهم بعد نظرا لكون المواجهات لا زالت مستمرة.
ومن جانبهم، قال الحوثيون إن عناصر من السلفيين شنوا هجوما أمس الأربعاء على مواقعهم في دماج ما أسفر عن مقتل ثلاثة من الحوثيين. لكن السلفيين كذّبوا تلك الرواية ونفوا مسؤوليتهم عن الهجوم.
وقال المكتب الإعلامي لزعيم المتمردين عبد الملك الحوثي في بيان إن السلفيين قاموا "بتنفيذ هجوم مباغت ضمن تسلل عسكري إلى مناطقنا وباشروا بإطلاق النار والاعتداء على أصحابنا وسقط ثلاثة شهداء وعدد من الجرحى".
وفيما قال الحوثيون في البيان: "سنظل متمسكين بالهدنة وسنسعى جاهدين إلى تفويت الفرصة على المتربصين والمتآمرين"، بدأت مدفعياتهم في قصف مواقع السلفيين ما أسفر عن سقوط القتلى والجرحى.
وانهارت الهدنة التي أعلنت بين الجانبين في وقت سابق من الأسبوع بعد وساطات وجهود للتهدئة يقودها محافظ صعدة وعدد من مشايخ المحافظة.
وأكد أبو إسماعيل أن الحوثيين أحرزوا تقدما في السيطرة على بعض أجزاء جبل البراقة، مشيرا إلى أنهم استغلوا الهدنة ووقف إطلاق النار في إحراز هذا التقدم، غير أنهم عجزوا في السيطرة على أي مواقع خلال المواجهات الحالية.
وأضاف أن هناك حشدا كبيرا من قبل الحوثيين يتم حاليا في محاولة للسيطرة على جبل البراقة.
وكانت لجنة الوساطة كانت قد اقترحت قبل تجدد القصف على دماج أن يتم تسليم جبل البراقة لكتيبة عسكرية من الجيش، وأن يتم تسليم نقطة الخانق، التي يسيطر عليها الحوثيون ويفرضون من خلالها حصارا مطبقا على دماج منذ نحو شهرين، إلى قوات الأمن المركزي. كما اقترحت أن يخرج الحوثيون تماما من منطقة دماج باستثناء من كان منهم من أبناء المنطقة، غير أن هذا المقترح الذي حظي بموافقة السلفيين لم يرد عليه الحوثيون، بالموافقة أو بالرفض، قبل أن يتجدد القصف من قبلهم على المنطقة بمختلف أنواع الأسلحة.