
أكد سماحة المفتي العام، رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أن الأبناء والبنات أمانة في أعناق آبائهم وأمهاتهم سوف يسألون عنها يوم القيامة أمام الله عز وجل محذراً من أن تضييع هذه الأمانة هو ما يودي بالأبناء إلى الانحراف والضلال.
وأضاف سماحته في خطبة الجمعة التي ألقاها في الجامع الكبير بالرياض أمس إن الآباء والأمهات مسئولون مسؤولية كاملة عن أبنائهم الذين ينحرفون ويضلّون الطريق ويسيرون في طريق الغواية ويتلقّفهم رفقاء السوء، وأرباب المخدرات أو المفسدون في الأرض من الإرهابيين الذين يستحلّون الدماء بغير حق.
وتناول سماحته هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في تربية الأبناء مبيناً: إن من هديه مصاحبتهم ومحبتهم والأنس بهم وتعليمهم وتوجيههم وتربيتهم التربية الصالحة وغرس القيم والمفاهيم في نفوسهم، بل والمزاح معهم ومدحهم والثناء عليهم، ومراعاة حقّهم في اللعب ومراعاة أعمارهم، وتحذيرهم من الأخلاق السيئة حتى يفهموها ويتجنبوها .
و تطرّق المفتي العام إلى أسباب صلاح الأولاد وتوفيقهم وتربيتهم وإعدادهم الإعداد الجيد لتحمّل المسؤولية، وقال " إننا يجب أن نسير على منهج النبوة في التربية بدءًا من اختيار الزوجة الصالحة ذات الدين والخلق والتي تربت في أسرة طيبة، وسنته عندما نرزق بالذرية من الأذان في أذن المولود وحلق شعره والعقيقة واختيار الاسم الصالح لا الاسم القبيح".
وحذّر سماحته ممن يطلقون على أبنائهم أسماء أجنبية او قبيحة مطالبًا باختيار أسماء عربية إسلامية للابن أو الابنة، وغرس مفاهيم الإسلام في الطفل وتنشئته على حبّ الله ورسوله والسلف الصالح، وإرشاد الأبناء إلى مكارم الأخلاق وفضائل الاعمال، من صدق وأمانة واحترام الكبار، والكفّ عن الرذائل وإرشادهم إلى تركها، بأسلوب هيّن ليّن يلائم أعمارهم، وحثّهم على سلوك الآداب المستحبة، والرحمة بهم والشفقة عليهم، وتثقيف الأبناء والبنات وتعليمهم علمًا ينفعهم في حياتهم يغنيهم عن الاحتياج .
وأكد سماحته على أهمية إلحاق الأبناء والبنات بحلق التحفيظ مثمنًا الدّور الذي تقوم به الحلق والدور القرانية في التربية على الخلق القويم وغرس مفاهيم الإسلام لدى الأبناء،
وأكد على ضرورة أن يكون الآباء والأمهات قدوة لأبنائهم وبناتهم، وحذّر من الفضائيات والمواقع المسيئة على الانترنت التي تنشر الانحلال والأفكار السيئة وتروّج للابتذال والمضامين الضارة، كما حذّر من التشبه بغير المسلمين في المأكل والملبس والسلوكيات، مؤكدا على تحميل الأبناء جزءا من المسؤولية وان يعرف الابن شيئا عن اعمال والده وما له وما عليه، وضرورة ان نشعر ابناءنا بوجودهم .
وحذّر سماحته من ظاهرة الآباء الغرباء عن بيوتهم التاركين لأبنائهم وبناتهم، ومن يقضون معظم أوقاتهم في الاستراحات بعيدا عن اولادهم وزوجاتهم، وأشار إلى ما يحدث للأبناء والبنات عند وقوع الطلاق بين الزوجين، من تشتت وإهمال وازمات نفسية، مطالبًا الزوجين بتقوى الله في ابنائهما عند وقوع الطلاق.
وقال سماحته: إن ما نراه من طيش لبعض الشباب وانحراف وسلوكات مسيئة، ومن يقومون بإساءة قيادة السيارات وتعريض انفسهم والآخرين للخطر الشديد، وتبديد للأموال والأرواح، وما نراه من أفعال سيئة وتصرفات دونية وعبث وتسكع على الطرقات ومصاحبة رفقاء السوء والانحرافات الأخلاقية والمصائب التي تقع من بعض الشباب فان هناك إهمالا جسيما من الآباء والأمهات وتفككًا في الأسرة وهذا يسبب ضررًا كبيرًا على المجتمع كله.