أنت هنا

18 محرم 1433
المسلم/ خاص

استقبل فضيلة الشيخ الدكتور ناصر بن سليمان العمر المشرف العام على مؤسسة ديوان المسلم في مكتبه أمس وفداً من طلاب العلم من منطقة إوغادين في القرن الإفريقي الذين كانوا في جولة في مدينة الرياض بعد أدائهم فريضة الحج زاروا خلالها وزارة الشؤون الإسلامية وعدداً من المشايخ والدعاة.

 

وقد رحب المشرف العام بالضيوف الكرام ودار الحديث بينهما عن أوضاع المسلمين في منطقة أوغادين المسلمة التي تقع بين إثيوبيا وكينيا والصومال ويسكنها 6ملايين مسلم من أهل السنة, كما تداولوا مع فضيلته سبل مساعدة المسلمين هناك تعلميماً وتوجيهاً.

 

بعد ذلك تم اصطحاب الضيوف في جولة تعريفية شملت أقسام المؤسسة ومرافقها وتعرفوا على برامجها وأنشطتها.

 

وفي كلمة لـ " المسلم " عبر الإخوة الزائرين عن سرورهم للحفاوة والترحيب التي لقوهما من فضيلة الشيخ ناصر والقائمين على المؤسسة. سائلين المولى عز وجل أن يجزيهم خير المثوبة وأن يوفقهم لما فيه خير هذا الدين.

 

الجدير بالذكر أن منطقة "أوغادين" تقع جنوب إثيوبيا على مساحة تبلغ 400ألف كم2، ويعيش فيها 5-6 ملايين نسمة كلهم من المسلمين من أهل السنة يتكلمون باللهجة الصومالية واللغة العربية كلغة تعليم.

 

وعرفت "أوغادين" في التاريخ الإسلامي القديم بإمارة هرر الإسلامية، ثم أطلق الاستعمار البريطاني عليها اسم "أوغادين" لكونه اسما لأكبر قبيلة في المنطقة، بينما سماها الصوماليون اسم الصومال الغربي لأن سكانها صوماليون، ولأنها تقع غرب جمهورية الصومال.

 

وقد اشتهرت منطقة "أوغادين "بالمقاومة عبر التاريخ، حيث قامت أربع ثورات تحررية ضد إثيوبيا منذ 1900 وحتى اليوم. وكان آخرها الجبهة المتحدة لتحرير الصومال الغربي في "أوغادين" عام 1992م، والتي وقعت اتفاقية تاريخية للسلام مع إثيوبيا في 29/7/2010م، وبحضور دولي من الإتحاد الأوروبي والإتحاد الإفريقي وسفراء الدول العربية والإسلامية والغربية والإفريقية.

 

وتنص بنود الاتفاقية على إعطاء حق تقرير المصير لشعب "أوغادين" وتوفير الحريات الأساسية (السياسية، التعليمية، الاقتصادية، الإعلامية، الدينية), وإطلاق سراح جميع السجناء السياسيين, وعودة المهجرين من الخارج من أبناء البلد.

 

ولكن, وبعد الاتفاقية لا يزال يعاني سكان هذه المنطقة من التخلف وانعدام البنية التحتية وتفشي الجهل والأمية, وارتفاع نسبة الفقر في البلد بسبب الحروب وطبيعة المنطقة شبه الصحراوية, كل ذلك أثر سلباً في المجتمع وأعاق العمل الدعوي وساعد على انتشار البدع والخرافات.

 

كما أن قلة الكادر العلمي وانعدام التعليم الإسلامي والعربي جعل من الضرورات الملحة مضاعفة الجهود في تأسيس بنية تحتية للعمل الدعوي في منطقة "أوغادين".